وقد كان ذلك في أوائل القرن الثالث. وفي القرن الرابع سمعنا المتنبي يقول في شعب بوان:
ولكن الفتى العربي فيها
غريب الوجه واليد واللسان
ملاعب جنة لو سار فيها
سليمان لسار بترجمان
وهكذا، فلقد ضن الفرس بلغتهم وتحينوا الفرص حتى أتيح لهم أن يستقلوا عن العرب ويكونوا لهم أدبا رائعا.
أثر العرب في الفرس
العرب والفرس أمتان متجاورتان، كان اتصال بينهما قبل الإسلام وبعده، وتركت كل منهما أثرا في الثانية، أما أثر العرب في الفرس قبل الإسلام فضئيل؛ لأن الفرس كانوا أعظم من العرب في الملك والحضارة والعلم، ومع ذلك فقد اتخذ الأكاسرة كتابا من العرب كلقيط بن يعمر الإيادي الشاعر الجاهلي القديم الذي كان كاتبا في ديوان سابور ذي الأكتاف في القرن الرابع للميلاد، وهو صاحب القصيدة البارعة التي يحذر بها قومه من غزو الفرس، والتي منها قوله:
وقلدوا أمركم لله دركم
رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
صفحة غير معروفة