ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد
الناشر
مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٦ هـ
مكان النشر
جامعة أم القرى - المملكة العربية السعودية
تصانيف
من الضلال، ولا تدل على نفي ما ثبت له ﵎ من أسماء أو صفات أما قوله في الحديث الصحيح "خلق الله آدم على صورته" فله وجه نبينه قريبًا إن شاء الله تعالى. ونقول لقد اتفق سلف الأمة على أن الله تعالى يوصف بما وصف به نفسه لأنه أعلم بنفسه يقول تعالى ﴿أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ﴾ (^١) وبما وصفه به رسوله ﷺ لأنه لا يصف الله تعالى بعد الله أعلم بالله من رسوله ﷺ وقد قال تعالى في حقه ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ (^٢) فيجب الإِيمان بما وصف الله به نفسه، وبما وصفه به رسوله ﷺ من غير تشبيه لصفات الباري تعالى بصفات خلقه، يدل على هذا قوله تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ (^٣) وقوله: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ (^٤) وقوله: ﴿فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ﴾ (^٥) وقوله: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ (^٦) وقوله: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (^٧) ومن ظن أن صفة الخالق تشبه شيئًا من صفات خلقه فهو ضال جاهل، وقد بين تعالى اتصافه بالصفات بعد نفي مماثلتها لشيء بقوله: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (^٨) بعد قوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ وهذه إشارة للخلق أن لا ينفوا عنه تعالى صفة سمعه وبصره بحجة أن في الخلق من يسمع ويبصر فيكون في الإثبات تشبيهًا بل عليهم إثبات ذلك على أساس
(^١) سورة البقرة آية (١٤٠).
(^٢) سورة النجم الآيتان (٣، ٤).
(^٣) سورة الشورى آية (١١).
(^٤) سورة الإِخلاص آية (٤).
(^٥) سورة النحل آية (٧٤).
(^٦) سورة مريم آية (٦٥).
(^٧) سورة البقرة آية (٢٢).
(^٨) سورة الشورى آية (١١).
1 / 179