94

ابن حنبل حياته وعصره – آراؤه وفقهه

وملكا لنفسه، وفقها، وأدب نفس، وكرم خلق، وثبات قلب، وكرم مجالسة، وأبعد عن التماوت (١).

ويقول فيه غيره: «كان أحمد من أحى الناس، وأكرمهم نفسا، وأحسنهم عشرة وأدبا، كثير الأطراق والغض، معرضا عن القبح واللغو. لا يسمع منه إلا المذاكرة بالحديث، وذكر الصالحين والزهاد في وقار وسكون ولفظ حسن، وإذا لقيه إنسان بش به، وأقبل عليه، وكان يتواضع للشيوخ تواضعا شديدا، وكانوا يكرمونه ويعظمونه».

٩٥ - هذه أخلاق أحمد، وهي هدى نبوي كريم، اتبع فيه هدى النبي ﷺ، واتخذ منه قدوة، وأخذ بقوله سبحانه وتعالى: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» فكان يتعرف أخلاق الرسول صلوات الله وسلامه عليه، ويأخذ نفسه بها أخذا شديدا، من غير مراءاة، أو سعيا وراء الشهرة التي كان يتململ بها إذ جاءته، فكان الرفيق، وكان ذا الحياء المهيب، والمتواضع المستكين، المعتز بالله العلي القدير.

(١) المناقب ص ٢١٤. (٢) المناقب ص ٢١٥.

93