يا حبيبي التقليل من الطعام؛ فإنه يورث النشاط للطاعة ويذهب الكسل، وعليك تقسيم الأوقات في ليل ونهار، فأما الساعات التي دعاك الشرع فيها إلى الوقوف بين يدي ربك فهي خمسة أوقات للصلوات المفروضة، وبقي ما سنها من الأوقات، فإن كنت ذا حرفة، فاجتهد أن تعمل في يوم ما يقوتك في أيام، إن كنت من أهل ذلك الشغل، ولا تفارق مصلاك من بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس، ولا بعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، تذكر الله بحضور وخشوع، ولا يفوتك الوقوف بين يدي الله مصليا من الظهر إلى العصر، ومن المغرب إلى العشاء الآخرة بعشرين ركعة، وحافظ على أربع ركعات: أول النهار، وقبل الظهر، وقبل العصر، واجعل وترك ثلاث عشرة ركعة، ولا تنم إلا عن غلبة، ولا تأكل إلا عن حاجة، ولا تلبس إلا عن وقاية من برد أو حر، بنية ستر العورة، ودفع الأذى القاطع عن عبادة ربك، وإن كنت ممن يعرف أن يكتب؛ فاجعل على نفسك وردا من القرآن في المصحف، تمكنه من حجرك، وتلقي يدك اليسرى على المصحف، وتمشي بيدك اليمنى على حروفه، وأنت تنظر إليه وترفع صوتك؛ بحيث تسمع نفسك، وترتل القرآن، وتسأل في الآية التي توجب السؤال، وتعتبر في آيات الاعتبار، وتعامل في كل آية بحسب ما تدل عليه من الاستعاذة والاستغفار وغير ذلك، وإذا قرأت صفة للمؤمنين، فانظر إلى ما عندك من تلك الصفات، وإلى ما فقدت منها؛ فاشكر الله على ما عندك، وحصل ما فاتك، وكذلك إذا قرأت صفة للمنافقين والكافرين، فانظر هل فيك من تلك الصفات شيء أم لا.
ومما لا بد لك منه:
محاسبة نفسك، ومراعاة خواطرك مع الأوقات، واستشعار الحياء من الله - تعالى - بقلبك؛ فإنك إذا استحييت من الله، منعت قلبك أن يخطر فيه خاطر ذمه الله، أو يتحرك بحركة لا يرتضيها الله - تعالى، ولقد كان لنا شيخ يقيد حركاته في كتابه بالنهار، فإذا أمسى جعل صحيفته بين يديه، وحاسب نفسه على ما فيها، وزدت أنا على شيخي بتقييد خواطري.
ومما لا بد لك منه:
مراعاة الأوقات، بأن تنظر الوقت الذي أنت فيه، وتنظر ما قال لك الشرع أن تعمله فيه فافعله، فإن كنت في وقت فرض فأده، أو ندب فبادر إليه، وإن كنت في وقت مباح فاشغل نفسك فيه بما ندبك الحق إليه من الخير على أنواعه، وإذا شرعت في عمل مشروع يعطي قربة؛ فلا تحدث نفسك بأنك تعيش بعده إلى عمل آخر، واجعل ذلك آخر عملك من الدنيا، الذي به تلقى ربك عليه، فإنك إذا فعلت هذا أخلصت، ومع الإخلاص يكون القبول.
ومما لا بد لك منه:
الجلوس على طهارة دائما، ومتى أحدثت توضأ، ومتى توضأت صل ركعتين إلا أن يكون الوقت قد نهي عن إيقاع الصلاة فيه، وهي ثلاثة أوقات: عند طلوع الشمس، وعند غروبها، وعند الاستواء إلا يوم الجمعة خاصة، فإن الصلاة تجوز عند الاستواء .
ومما لا بد لك منه:
يا حبيبي البحث عن مكارم الأخلاق، ولتأتها مهما تعين عليك منها خلق، وكذلك سوء الأخلاق اجتنبها كلها.
واعلم:
صفحة غير معروفة