أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون .
ويقول - تبارك وتعالى:
وما تشاءون إلا أن يشاء الله ،
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى .
آيات بينات تنطق بنسبة كل شيء إلى الله، أي: النسبة الحقيقية لا الظاهرية ، فهل في هذا أيضا وحدة وجود؟ أم هو التوحيد الصافي الطاهر المقدس.
يقول الإمام ابن تيمية في كتابه العبودية
1
متحدثا عن مقام الفناء في المحبة الإلهية: «الفناء عن إرادة ما سوى الله؛ بحيث لا يحب إلا الله، ولا يعبد إلا إياه، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يطلب من غيره، وهو المعنى الذي يجب أن يقصد بقول الشيخ أبي يزيد؛ حيث قال: أريد ألا أريد. أي: المراد المحبوب المرضي، وهو المراد بالإرادة الدينية، وكمال العبد ألا يريد ولا يحب ولا يرضى إلا ما أراده الله، ورضيه وأحبه، وهذا معنى قولهم في قوله - تعالى:
إلا من أتى الله بقلب سليم ، قالوا: هو السليم مما سوى الله، أو مما سوى عبادة الله، أو مما سوى إرادة الله، أو مما سوى محبة الله؛ فالمعنى واحد، وهذا المعنى إن سمي فناء، أو لم يسم، هو أول الإسلام وآخره، وباطن الدين وظاهره.»
ثم يتحدث ابن تيمية عن المقام الثاني من مقامات الفناء فيقول: «وأما النوع الثاني: فهو الفناء عن شهود السوى، وهذا يحصل لكثير من السالكين؛ فإنهم لفرط انجذاب قلوبهم إلى ذكر الله وعبادته ومحبته، ضعفت قلوبهم عن أن تشهد غير ما تعبد، وترى غير ما تقصد، لا يخطر بقلوبهم غير الله، بل ولا يشعرون، كما قيل في قوله - تعالى:
صفحة غير معروفة