الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية
محقق
عثمان عبد الله آدم الأثيوبي
الناشر
دار الراية للنشر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
1418هـ
مكان النشر
السعودية
واعلموا رحمكم الله أن الله عز وجل أرسل رسله مبشرين ومنذرين وحجة على العالمين فمن شاء الله تعالى له الإيمان آمن ومن شاء الله أن يكفر كفر فلم يجب الرسل إلى دعوتهم ولم يصدقهم برسالتهم إلا من كان في سابق علم الله أنه مرحوم مؤمن ولم يكذبهم ويرد ما جاؤوا به إلا من قد سبق في علم الله أنه شقي كافر وعلى ذلك جميع أحوال العباد صغيرها وكبيرها كلها مثبتة في اللوح المحفوظ والرق المنشور قبل خلق الخلق فالأنبياء ليس يهتدي بدعوتهم ولا يؤمن برسالتهم إلا من كان في سابق علم الله أنه مؤمن بهم ولقد حرص الأنبياء وأحبوا الهداية والإيمان لقوم من أهاليهم وآبائهم وأبنائهم وذوي أرحامهم فما اهتدى منهم إلا من كتب الله له الهداية والإيمان ولقد عوتبوا في ذلك بأشد العتب وحسبك بقول نوح عليه السلام
﴿رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق﴾
وبجواب الله عز وجل ^ فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين ^
ثم أخبرنا بجملة دعوة المسلمين وبماذا كانت الإجابة من قومهم أجمعين فقال عز وجل في سورة النحل
﴿ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين﴾
ثم عزى نبيه صلى الله عليه وسلم في حرصه على هداية قومه بقوله
﴿إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين﴾
فمن خذله الله بالمعصية فمن ذا الذي نصره بالطاعة ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم
﴿إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين﴾
صفحة ٢٩١