الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية
محقق
عثمان عبد الله آدم الأثيوبي
الناشر
دار الراية للنشر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
1418هـ
مكان النشر
السعودية
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
أدخل رقم الصفحة بين ١ - ٦٣٨
الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية
ابن بطة ت. 387 هجريمحقق
عثمان عبد الله آدم الأثيوبي
الناشر
دار الراية للنشر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
1418هـ
مكان النشر
السعودية
قال الشيخ فاعلموا رحمكم الله أن هذه طريقة الأنبياء عليهم السلام وبذلك تعبدهم الله وأخبر به عنهم في كتابه أن المشيئة لله عز وجل وحده ليس أحد يشاء لنفسه شيئا من خير وشر ونفع وضر وطاعة ومعصية إلا أن يشاءها الله وبالتبري إليه من مشيئتهم ومن حولهم وقوتهم ومن استطاعتهم بذلك أخبر عن نوح عليه السلام حين قال له قومه
﴿يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين﴾
فقال نوح عليه السلام مجيبا لهم
﴿إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون﴾
قال الشيخ فلو كان الأمر كما تزعم القدرية كانت الحجة قد ظهرت على نوح من قومه ولقالوا له إن كان الله هو الذي يريد أن يغوينا فلم أرسلك إلينا ولم تدعونا إلى خلاف مراد الله لنا
ولو كان الأمر كما تزعم هذه الطائفة بقدر الله ومشيئته في خلقه وتزعم أنه يكون ما يريده العبد الضعيف الذليل لنفسه ولا يكون ما يريده الرب القوي الجليل لعباده فلم حكى الله عز وجل ما قاله نوح لقومه مثنيا عليه وراضيا بذلك من قوله
وقال شعيب عليه السلام ^ قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما )
صفحة ٢٨٧