351

الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية

محقق

عثمان عبد الله آدم الأثيوبي

الناشر

دار الراية للنشر

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

1418هـ

مكان النشر

السعودية

1940 حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم قال حدثنا أحمد بن محمد الأسدي قال حدثنا الرياشي قال حدثنا القحذمي قال حدثنا ابن الكلبي عن أبيه قال كان سابور ذو الأكناف يغزوا العرب كثيرا قال فغزا مرة بني تميم وذلك في زمن عمرو بن تميم وكان عمرو قد طال عمره حتى خرف وكثر ولده فلما بلغ بني تميم إقبال سابور إليهم هربوا فقال عمرو اجعلوني في زبيل وعلقوني ففعلوا ذلك فلما دخل سابور منازلهم لم ير أحدا ورأى الزبيل معلقا فأمر به فأنزل فإذا شيخ مثل القفه فقال من أنت يا شيخ وممن أنت قال أنا من الذين تطلب أنا عمرو بن تميم بن مز بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار قال إياكم أردت فقال عمرو أيها الملك إنا لا نراك تصنع بنا هذا الصنيع إلا للذي بلغك أنه يكون منا في ولدك فوالله لئن كنت على يقين من ذلك إنه لينبغي لك أن تعلم أنه لو لم يبق من العرب إلا رجل واحد لما قدرت على ذلك الواحد حتى ينتهي إلى أمر الله وقضائه وقدره فيكم ولئن كنت على ظنون فما ينبغي للملك أن يسفك دما أنا على الظنون وفي كلى الحالين إيها الملك يجب أن تحسن فيما بيننا وبينك فإن يكن الأمر فينا لم ينشر في العرب والعجم صنيعك الذي لا يغني شيئا ولا يدفع ما هو مقدور قد سبق به علم الله وجرى فيه قضاؤه ولعل ذلك أن يكافي بمثله عقبك قال فلما سمع مقالته أطرق الملك ملبا يفكر فيما قال له ثم قال له يا عمرو أما إنه لو كان هذا كلامك بدا بديا في أول أمرنا ما نالك ولا نال قومك ما يكرهون ولن ينالهم بعد ذلك إلا ما تحب ويحبون فمرهم بالرجوع إلى أوطانهم ورحل من وقته وأحسن جائزة عمرو بن تميم ولم يعرض لهم طول ما كان في ملكه

صفحة ٢٩١