50

الإبانة عن سرقات المتنبي لفظا ومعنى

محقق

إبراهيم الدسوقي البساطي

الناشر

دار المعارف

مكان النشر

القاهرة - مصر

الجزء الثاني بسم الله الرحمن الرحيم على الله ﷿ توكلي. لأبي أحمد الخراساني رحمه الله تعالى من قصيدة له: فكم مهمهٍ قد جبته بعد مهمهٍ ... وكم مسلك وَعْر وكم مسلك قَفْر يلين بعزمي كلُّ صَعب أرُومُه ... وهل خَطْبُ دهر لا يُهَوِّنه صبري قال المتنبي: قد هوّن الصبر عندي كل نازلة ... ولَيَّن العزمُ حدّ المرْكَب الخشن لبشر بن هدبة الفزاري: أرى الحربَ في عينيّ مثلَ عقيلة ... يُؤَنّسُني غِشيانُها وعناقُها ومن لؤم طبع الجاهلين اجتنابهم ... ورودَ المنايا وهي أريٌ مذاقها قال المتنبي: يرى الجبناءُ حبَّ الموتِ جهلا ... وتلك خديعة الطبع اللئيم للمعوّج الرقي: يُفنى المواهب كي تبقى محامده ... ويُخْلص الجودَ من مَنٍّ ومن كدر تلقاه إن وهب الدنيا بأجمعها ... لسائل خَجِلا في زيّ معتذر قال المتنبي: إذا الجود لم يرزق خلاصًا من الأذى ... فلا الحمد مكسوبًا ولا المال باقيا لسابق البربري: جني السفيهُ جناياتٍ فحلّ بمن ... لم يجنها ما أحل الشيبُ باللّمَمِ وللجهالة عَدْوى يستضرّ بها ... ذو العقل إن لم يُجَانِب موضع التهم

1 / 69