حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
الناشر
نادي المدينة المنورة الأدبي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م
تصانيف
"قل الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز، وألبسهما سراقة بن مالك أعرابي من بني مُدلج" (^١).
٤ ــ وقد اتفق الصحابة في خلافة عمر بن الخطاب على جعل تاريخ هجرته ﷺ هو مبدأ التاريخ الإسلامي بعد تشاور وتداول، وأوضح العلامة السهيلي سبب اختيارهم لهذا التاريخ، فقال: "لأنه الوقت الذي عزَّ فيه الإسلام، والذي أُمِّر فيه النبي ﷺ، وأَسَّسَ المساجد، وعبدَ الله آمنا كما يجب" (^٢).
وحتى لا يختلف مبدأ تاريخ الهجرة مع مبدأ السنة الهلالية قدَّم الصحابة ميعاد الهجرة شهرين وأيامًا، وجعلوا بدء الهجرة من محرَّم تلك السَّنَة.
خَبَر شَاةِ أمِّ مَعْبَدٍ:
قال المصنف: «ومرّ رسُولُ الله ﷺ في مسيرهِ ذلك بخيمةِ أمّ مَعْبَدٍ فقال عندها (^٣)، ورأتْ من آياتِ نبوَّتهِ في الشاةِ وحلْبها لبنًا كثيرًا في سَنَةٍ مُجدبةٍ ما بَهَرَ العقولَ ﷺ».
الكلام عليه من وجهين:
١ ــ هذه معجزة باهرة أخرى أكرم الله بها نبيّه ﷺ في طريق هجرته إلى المدينة، وخلاصتها: أن النبي ﷺ والركب الذي معه مروا في طريق هجرتهم جهة قُديد بخيمة أمرأة يقاله لها: أم معبد، واسمها: عاتكة بنت خالد الخزاعية، وكانت امرأة
(^١) أخرج هذه الحادثة البيهقي في الدلائل ٦/ ٣٢٥ بإسناد رجاله ثقات، من طريق الحسن البصري، عن عمر بن الخطاب به، لكن رواية الحسن عن عمر منقطعة. (^٢) الروض الأنف ٤/ ٢٥٥. (^٣) أخذ وقتًا للقيلولة.
1 / 98