حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
الناشر
نادي المدينة المنورة الأدبي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م
تصانيف
المقدس، فجلَّاه الله ﷿ له، فطفق يصفه لهم وهو ينظر إليه. زاد أحمد في المسند: فقالوا: "أما النعتُ فوالله لقد أصاب" (^١).
٣ ــ وفي مسند أحمد بإسناد صحيح (^٢) أن أناسًا ارتدوا كفارًا بعد أن حدثهم النبي ﷺ برحلته تلك!! وواضح أنهم كانوا من ضعفاء العقل والإيمان، وأما المؤمنون فقد آمنوا وصدقوا.
٤ ــ وقد سعت قريش إلى أبي بكر ﵁ وقالوا له: "إن صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس، فقال: أَوَ قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: أَوَ تصدّقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم، إني لأصدّقه فيما هو أبعدُ من ذلك أصدّقه بخبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبو بكر الصديق" (^٣).
عرض رسُولِ الله ﷺ نفسه على القبائِل:
قال المصنف: «وجعلَ رسُولُ الله ﷺ يَعْرِضُ نفسَه على القبائل أيامَ المواسم، ويقول: مَنْ رجلٌ يحملُني إلى قومِه فيمنعُني حتى أُبلّغَ رسالةَ ربي؛ فإن قريشًا منعوني أن أُبلّغَ رسالةَ ربي. هذا وعمُّه أبو لهب ــ لعنه الله ــ وراءه يقولُ للناسِ: لا تسمعوا منه فإنه كذَّابٌ. فكان أحياءُ العَرَبِ يتحامَوْنه لما يسمعون من قريشٍ فيه: إنه كاذبٌ،
(^١) مسند أحمد «٢٨١٩»، وصحح إسناده أحمد شاكر وشعيب الأرناؤوط. (^٢) صححه العلامة أحمد شاكر في تحقيقه للمسند «٣٥٤٦». ولم تذكر الرواية أسماءهم ولا عددهم. (^٣) مستدرك الحاكم ٣/ ٦٥، وقال: "صحيح الإسناد"، وصححه الألباني في الصحيحة «٣٠٦».
1 / 76