حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
الناشر
نادي المدينة المنورة الأدبي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م
تصانيف
٣ ــ ومن الشواهد ما رواه زيد بن حارثة، قال: كان صنم من نحاس يقال له: إِساف أو نائلة، يتمسح به المشركون إذا طافوا، فطاف رسول الله ﵌ فطفت معه، فلما مررت مسحت به، فقال رسول الله ﵌: لا تمسَّه! فقال زيد: فطفت فقلت في نفسي لأمسَّنَّه حتى أنظر ما يكون، فمسحته، فقال رسول الله ﵌: ألم تُنه؟! (^١).
٤ ــ وفي الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله يحدث: «أن رسول الله ﷺ كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره»، فقال له العبَّاس عمّه: يا ابن أخي، لو حللتَ إزارك فجعلت على منكبيك دون الحجارة، قال: «فحلَّه فجعله على منكبيه، فسقط مغشيًا عليه، فما رُئي بعد ذلك عريانًا ﷺ» (^٢).
وعلق الحافظ ابن حجر على هذا الحديث قائلًا: "وفي الحديث أنه ﷺ كان مصونًا عما يستقبح قبل البعثة وبعدها" (^٣).
٥ ــ ويكفي في الدلالة على حال النبي ﷺ قبل بعثته شهادة زوجه خديجة له وهي أعلم الناس به حين قالت له: "إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلّ، وتُكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" (^٤).
٦ ــ وأما حادثة اختصام قريش حول من يضع الحجر الأسود في مكانه عندما جددت بناء الكعبة، وما أشار به النبي ﷺ من الرأي السديد، فهذه حادثة مشهورة
_________
(^١) دلائل النبوة للبيهقي ٢/ ٣٤، وحسنه الذهبي في تاريخ الإسلام ١/ ٥١٦.
(^٢) صحيح البخاري «٣٦٤» واللفظ له، صحيح مسلم «٣٤٠».
(^٣) فتح الباري ١/ ٤٧٥.
(^٤) صحيح البخاري «٣»، صحيح مسلم «٢٥٢».
1 / 34