حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
الناشر
نادي المدينة المنورة الأدبي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م
تصانيف
٤ ــ وقد حالف التوفيق هذه الرحلة فربحت تجارتُها، ورأى ميسرةُ من أمانة النبي ﷺ واستقامته ما أثار إعجابه فأخبر سيدته بذلك فرغبت في الزواج منه، ورأت فيه ضالتها المنشودة (^١).
٥ ــ وقد اختلفت الروايات في سنّ خديجة عندما تزوجت به ﷺ، فالمشهور أنها كانت في سنّ الأربعين، وهو قول الواقدي (^٢).
وقال ابن إسحاق: كانت في الثامنة والعشرين (^٣).
وليس عندنا رواية مسندة تفصل في المسألة، فالله أعلم.
٦ ــ وكانت خديجة هي أول امرأة تزوجها النبي ﷺ، وولدت له كل ولده، إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية كما تقدم.
٧ ــ وفي الحادثة دليل على اعتماد النبي ﷺ على نفسه في الكسب والعيشة قبل بعثته، فقد عمل أجيرًا لدى خديجة، وعمل قبلها راعيًا للغنم لبعض أهل مكة، وهكذا استطاع ﷺ في صغره وفي شبابه أن يستغني عمَّا في أيدي الناس، أو انتظار إحسانهم وشفقتهم.
صيانة الله لنبيّهِ ﷺ في صِغَره وشَبَابه:
قال المصنف: «وكان اللهُ سُبحانَه قد صَانَه وحَمَاه من صِغَره، وطهَّره من دَنَس الجاهِلية، ومن كلّ عَيب، ومَنَحَه كلّ خُلقٍ جَمِيل، حتى لم يَكن يُعرفُ بين قومِه إلا بالأَمين، لما شاهدوا مِنْ طهارتِه وصِدقِ حديثِه وأمانتِه. حتى إِنه لما بنت قريشٌ
_________
(^١) سيرة ابن هشام ١/ ٢٧٢، سبل الهدى والرشاد ٢/ ١٦٤.
(^٢) طبقات ابن سعد ١/ ١٠٥.
(^٣) مستدرك الحاكم ٣/ ٢٠٠.
1 / 32