حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
الناشر
نادي المدينة المنورة الأدبي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م
تصانيف
تضحيات جسيمة في سبيل حمايته ﷺ وإعلاء كلمة الإسلام.
٩ ــ كذلك يؤخذ من الحادثة خطورة نشر الإشاعات والأراجيف ووجوب الحذر منها، كما ظهر ذلك في الإشاعة التي أطلقها إبليس لعنه الله بأن "محمدًا قد قُتل" حتى أصيب المسلمين بالذهول والفزع الشديد.
١٠ ــ كما دلت الحادثة على شؤم المعاصي وأثرها السيئ ليس على أصحابها فحسب، بل وعلى من حولهم أيضًا، فإن المعاصي تصيب الطالح والصالح جميعًا في الدنيا، كما أصيب المسلمون يوم أحد بسبب مخالفة الرماة أمر رسول الله ﷺ.
١١ ــ ومع كل ما فعله المشركون برسول الله ﷺ يوم أحد فإنه لم يدع عليهم، بل لقد طمع في هدايتهم وإسلامهم، وقال: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» (^١).
محاولة أُبيّ بن خَلَف قتل رسول الله ﷺ:
قال المصنف: «وأقبلَ رسُولُ الله ﷺ نحو المسلمينَ، فكان أولَ من عرَفه تحت المِغْفَر كعبُ بن مالك ﵁، فصاح بأعلى صوته: يا معشرَ المسلمين، أبشروا، هذا رسُولُ الله ﷺ! فأشار إليه ﷺ أن اسكت.
واجتمعَ إليه المسلمونَ، ونهضوا معهُ إلى الشِّعب الذي نزل فيه، فلما أسندوا في الجبل، أدركه أُبيّ بن خَلَفٍ على جواد، زعم الخبيثُ أنه يقتلُ رسُولَ الله ﷺ، فلمَّا اقتربَ تناولَ رسُولُ الله ﷺ الحربة من يد الحارث بن الصّمة فطعنه بها، فجاءت في تَرْقُوته، ويَكِرُّ عدوّ الله منهزمًا، فقال له المشركونَ: والله ما بك من بأسٍ، فقال:
(^١) أخرجه ابن حبان في صحيحه «٩٧٣»، وحسن إسناده شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان.
1 / 169