ذكر جريه على عادته في إخفاء مقاصده ومداهمة كل مملكة بحضوره من غير إشعار
لما قضى حجته - رحمه الله - وعاد إلى الكرك، خرج متسللا من غير أن يشعر به إلى حلب، فأقام بها يومين، ولم يشعر به إلا وهو بالكرك، فأقام بها يوما، ثم قصد البيت المقدس، فقدس حجته، ثم زار الخليل، وانفصل عنهما متسللا، وعسكره سائر متتابع، فلم يشعر به إلا وهو بالغرالى -رحمه الله- ما كان أخف ركابه! وأكثر تحيله وأصح تخيله، وألم شخصه، لقد فات الطيف، وأتعب حتى رحلة الشتاء والصيف. وأقول: كان نوابه في حذر من مهاجمته، وخوف من درك مبادرته، هكذا هكذا وإلا فلا.
وكان الملك السعيد ولده قد خيم بالصالحية تلقيه، فتلقاه أحسن ملتقى، ووفاه من عظم
صفحة ٣٠٣