في نفسه، فالآية، فوا أسفي لقد أخلى الديار حقيقة لا مجازا، وأعدم البلاغة أطنابا وإيجازا، فلا عين لكتابة ولا أثر، ولا خبر ولا خبر، وا سور ولا صور، ولا ولا ولا، وأقول: فاسرده على الولاء.
وأما طرابلس فاستمرت في هدنة الملك الظاهر، ومات، وهي مهادنة، فانقض في دولة مولانا السلطان الملك المنصور قلاوون - رحمه الله - فحضر رسله إليه، وهو بدمشق، وحم الوزير غراب وأتباعه من الغتم فغيرهم.
وكنت كاتب إنشاء حينئذ في صحبته فحضروا، وحضرت ثاني الصاحب فتح الدين ابن عبد الظاهر، قريبي - وهو صاحب ديوان الإنشاء، فاستخبر السلطان ما الغرض في حضورهم، بالتركي ويعبر عنه بالعربي فقال الوزير غراب:
صفحة ٢٧١