وهذه القلعة كانت قد فتحت في زمن عمر ابن الخطاب - رضيي الله عنه - في نوبة اليرموك، سنة تسعة عشرة للهجرة. وكان النزول على قيسارية يوم الخميس تاسع جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وستمئة. وكان فتح قلعتها في سابع عشرة.
وفي غضون هدم هذه القلعة، سير السلطان جماعة من أمرائه إلى جهة عثليت، ففتحوا الملوحة وحيفا، وأخربوهما وأسروا من ظفروا به من أهلها الهاربين إلى البحر، وسيروا إلى السلطان البشارة بذلك، فخلع على البشير، وعاد العسكر إليه، ومعهم الأسرى والرؤوس، وذلك في جمادى الأولى منها.
وركب السلطان جريدة، وقصد عثليث لكشف عوراتها والخلل الذي يمكن أن يتسلط عليها منه، فوصل إليها، وضرب هناك دهليزه الحربي الأحمر، وطاف بها، ووجد هناك
صفحة ١٨٢