46

ويدل على أن حاجر المزينة قول زهير بن أبي سلمى ، أو لابنه ضرغام :

إني حلفت برب مكة صادقا

لولا الحياء ونسوة بالحاجر

وبالحاجر قتل حصن بن حذيفة بن بدر ؛ وذاك أنه خرج في غزى من فزارة فالتقوا في هذا الموضع مع غزى من بني عامر التقاطا ، فانهزمت بنو عامر وقتلت قتلا ذريعا ، وشد كرز العقيلي عن حصن رئيس بني فزارة فقتله ، وقال شاعرهم :

يا كرز إنك قد فتكت بفارس

بطل إذا هاب الكماة مجرب

وقال عيينة بن حصن هذا : قد نهى عمر بن الخطاب (رض) أن يدخل العلوج المدينة ، وقال : كأني برجل منهم قد طعنك هنا ، ووضع يده تحت سرته ، وهو الموضع الذي طعن فيه ، فلما طعنه أبو لؤلؤة (لعنه الله) قال : إن بين النقرة والحاجر لرأيا. قال ابن بليهد : حاجر : منهل ماء أعرفه إلى هذا العهد ، قريب النقرة التي بها المعدن المشهور ، وهو يحمل هذا الاسم إلى هذا العهد (1).

وذكر ابن سنان الخفاجي الحاجر بشعره ، فقال في صباه :

تروح بنجد تغصب الذئب زاده

وقومك بالروحاء في المنزل الرحب

وقوله أيضا بذكر الحاجر :

ماذا على الناقة من غرامه

لو أنه أنصف أو رثى لها

ولابن الخياط يذكر الحاجر :

ألا حبذا عهد الكثيب وناعم

من العيش مجرور الذيول لبسناه

صفحة ٤٦