141

تحديده ، ولكن هناك جهة يطلق عليها هذا الاسم وهي ساحل الخليج الفارسي الذي يمتد من بلد الكويت إلى قطر. وأنا ليس عندي دليل واضح بما ذكرت إلا ما سمعته من أفواه أعراب نجد وغيرهم ، إذا جاءت قافلة ممتارة من عينين أو من القطيف ، وسألناهم من أين امترتم؟ قالو7 : من الطف. ثم نقول : من أي نواحيه أتيتم؟ ثم يخبرونك بالجهة التي أتوها. وأما رواية ياقوت التي أوردها عن أبي سعيد حين قال : من أطف على الشيء بمعنى أطل ، وهذه اللغة مستفيضة عند أهل نجد يطلقون على أعلى الجبل (طفته)، وعلى أعالي الجبال طفافها ، وهذا هو المشهور عندهم.

(شفية): ومن كربلاء شفية. ذكرها ابن الأثير في الكامل ، وسماها الدينوري (السقبة)، وسماها بعضهم (شفيته )، وفي الأخبار الطوال بعد أن ذكر ملاقاة الحسين (عليه السلام) والحر ، وما جرى بينهما من الكلام ، قال : انتهينا في مسايرتنا إلى نينوى ، وجاء الراكب إلى الحر بكتاب من ابن زياد فانزل بهذا المكان ، ولا تجعل للأمير علي علة. فقال الحسين (عليه السلام): «تقدم بنا قليلا إلى هذه القرية التي منا على غلوة ، وهي الغاضرية ، أو هذه الاخرى التي تسمى السقبة فننزل في أحدهما». فقال الحر : إن الأمير كتب إلي أن أحلك على غير ماء ، ولا بد من الانتهاء إلى أمره. فنزل الحسين (عليه السلام) بتلك الأرض ، وهي كربلاء ، يوم الأربعاء غرة محرم سنة 61 هج (1)، أو يوم الخميس الثاني من المحرم (2).

صفحة ١٤٢