أن بعض النغمات الخاصة بالعربية ما دام لها حرف مفرد واحد فالإنجليزية والفرنسية والألمانية وغيرها، لا بد أن يفكر أهلها يوما ما في اتخاذ حروفنا المفردة بدل مركباتهم المزجية، فيستعملوا حرف
t (وعليه شرطة ثانية) وحرف «خ» بدل
Kh. Ch. Th. . ويستعملوا «ح، ع» فيما ينقلونه عن العربية بدل استعمالهم حرفي
a, h
اللذين لا يؤديان النغمة. وفي هذا تسهيل علينا لفهم ما يقصدون . (ن)
أن طريقة الحروف اللاتينية تسهل الطباعة تسهيلا كليا علينا وعلى غيرنا ممن يطبعون شيئا من نصوصنا العربية، ففيها اقتصاد عظيم في العمل وفي الزمن، ثم في النفقات أيضا لاشتراك معظم الحروف بيننا وبين غيرنا. (س)
أنها تطمئن مؤلفي الكتب الأدبية وتؤمنهم مما يتقون من تصحيف الطابعين والقارئين، وتوفر عليهم ما نجده في كتبهم من قولهم - تحديدا لنغمة حروف الكلمات وحركاتها: «بالنون، بالتاء المثناة، بالثاء المثلثة، بالباء الموحدة، بالقاف المثناة.» وقولهم في ضبط كلمة «وضم» مثلا: «بفتح الواو، تتلوها ضاد موحدة الفوقية وزان قمر.» وهكذا من التوصيفات التي تشغل بالهم وتزيد عملهم وتضيع وقتهم، والتي لا نجد لها مثيلا في أي كتاب أدبي أجنبي نقرؤه. (ع)
أنها تعفي كتبنا الأدبية والعلمية من الدلالة الإشارية لعبارة «جل من لا يسهو.» أي من معرة الأخطاء الكثيرة والتصويبات التي لا يخلو منها آخر؛ أي كتاب عربي. وتعفينا من تصوير مصحح الكتاب لملله وحرق نابه على الطابعين؛ إذ يقول بعد صحف الخطأ والصواب: «وهناك بعض أخطاء مطبعية لا تخفى على القارئ.» والواقع أن الذي هناك لا بعض أخطاء، بل جمهرة من الأغلاط يخشى صاحب الكتاب أو مصححه أن يلح على الطابع في تصحيحها فلا يلقى منه إلا المهاترة والإعنات.
خلاصة
ها قد علمتم أضرار الرسم الحالي، وأنه هو علة العلل في صعوبة لغتنا العربية، وأنه هو المنفر منها والمانع من جريان الألسن بها، ورأيتم ضرر رسمها المقترح بالأحرف العربية المستعملة الآن مع وصلها بجميع الشكلات، ما عدا الفتحة، وقليلا من غيرها في صور استثنائية قليلة، وأن هذا الرسم، فوق كونه قاطعا أيضا بين الحديث وبين القديم من آثار السلف، سواء في المطبوعات والمخطوطات، فإنه دميم الديباجة، ظاهر التعسير، بعيد عن التيسير.
صفحة غير معروفة