91

ثم أضاف: «هل الأمواج عالية هناك؟» «أحيانا.» «ويل باي، لم أسمع بهذا المكان من قبل، ولكنني سأتذكره الآن. إلى أي كنيسة تذهبين في ويل باي؟» «لا نذهب، نحن لا نذهب إلى الكنيسة.» «أليس هناك كنيسة قريبة تتبع طائفتكم؟»

هزت جولييت رأسها مبتسمة وقالت: «ليس هناك كنيسة لطائفتنا، نحن لا نؤمن بوجود الله.»

أحدث فنجان دون بعض الجلبة وهو يعيده إلى صحنه، ثم قال إنه آسف لسماع هذا. «أنا حقا آسف لسماع هذا، منذ متى وأنت على هذا الرأي؟» «لا أعلم، ربما منذ أن أعملت عقلي في هذا الأمر.» «أخبرتني والدتك أن لديك طفلا، لديك ابنة، أليس كذلك؟»

قالت جولييت إن لديها ابنة بالفعل. «ولم تعمد حتى الآن؟ هل تريدينها أن تنشأ وثنية؟»

قالت جولييت إنها تتوقع أن تتخذ بينيلوبي قرارها في هذا الشأن يوما ما بنفسها. «أجل، نحن نريدها أن تنشأ دون أن تتقيد بأي دين أو معتقدات.»

قال دون بهدوء: «هذا شيء يبعث على الحزن، إني آسف لك ولرفيقك - أيا كان ما تعتبرينه - فلقد قررتما أن ترفضا نعمة الله. حسنا؛ فأنتما ناضجان، ولكن أن تنكراها على ابنتكما، فهذا كحرمانها من التغذية السليمة.»

شعرت جولييت بأنها تفقد رباطة جأشها، قالت: «ولكننا لسنا مؤمنين، نحن لا نؤمن بنعمة الله، وهذا لا يشبه حرمانها من التغذية السليمة، إننا نرفض أن تنشأ على الأكاذيب.» «أكاذيب؟ ما يؤمن به ملايين من البشر حول العالم تسمينه أكاذيب؟ ألا تعتقدين أنه من الغطرسة أن تدعي بأن الله كذبة؟»

قالت جولييت وقد شاب صوتها بعض الحدة: «الملايين من الناس لا يؤمنون به، هم فقط يذهبون إلى الكنيسة، هم لا يفكرون. إن كان هناك إله، فهذا الإله قد أعطاني عقلا، ألم يقصد أن أستخدمه؟» «وأيضا ...» استطردت في محاولة لكي تبقى ثابتة: «وأيضا، يؤمن ملايين الناس بشيء مختلف؛ فهم يؤمنون ببوذا على سبيل المثال؛ فهل إيمان الملايين بشيء يجعله حقيقة؟»

قال دون بلا تردد: «المسيح حي، بوذا ليس كذلك.» «هذا مجرد كلام يتردد، ماذا يعني؟ أنا لا أرى أي دليل على حياة أي منهما على حد علمي.» «أنت لا ترين، ولكن الآخرين يرون الحقيقة. أتعلمين أن هنري فورد، هنري فورد الثاني الذي كان لديه كل شيء يمكن أن يتمناه المرء في الحياة، ومع ذلك، كان يجثو كل ليلة على ركبتيه ويصلي لله؟»

صاحت جولييت: «هنري فورد؟ ... هنري فورد؟ وماذا يعنيني أي شيء بشأن هنري فورد؟»

صفحة غير معروفة