تحرك كلارك من مكانه، ربما ليذهب، ولكن مع حركة جسمه أطلقت صرخة عالية.
فراح يضحك، ثم وضع يده على إطار الباب ليتأكد أنها لم تغلقه.
قالت: «ما هذا؟»
فرد عليها: «ماذا؟» كما لو كانت تجرب خدعة ما ولكنها لم تنجح، ولكنه لمح شيئا انعكست صورته على الزجاج، فاستدار بسرعة ليرى ما الأمر.
كانت هناك على مسافة ليست ببعيدة من المنزل قطعة واسعة من الأرض الضحلة، وكانت عادة ما تمتلئ بالضباب ليلا في هذا الوقت من العام، وقد كساها الضباب في تلك الليلة، وطوال تلك الفترة، ولكن فجأة تغير ذلك الآن، فلقد تكاثف الضباب، واتخذ شكلا منفصلا، وحول نفسه إلى شيء متوهج وله رأس حادة. في البداية اتخذ شكل كرة من الهندباء، تتقدم للأمام متعثرة، ثم سرعان ما انكمشت تلك الكرة لتتخذ شكل حيوان غريب لونه أبيض ناصع، أشبه بوحيد قرن عملاق يهرع في اتجاههما مندفعا.
قال كلارك بهدوء وجدية: «يا إلهي!» ثم قبض على كتف سيلفيا. ولم يفزعها ذلك على الإطلاق؛ فلقد تقبلت ذلك وهي مدركة تماما أنه قد فعل هذا لكي يحميها أو ليطمئن نفسه.
ثم اتضحت الرؤية؛ فمن بين الضباب الكثيف، ومن بين ضوء عمل على تكبير الصورة - وهو ضوء اتضح أنه لسيارة كانت تمر عبر الطريق الخلفي، ربما بحثا عن مكان لكي تقف فيه - من بين ذلك كله ظهرت نعجة بيضاء صغيرة تتهادى لا يكاد حجمها يزيد عن حجم كلب راع.
ترك كلارك كتفها، ثم قال: «من أين أتيت بحق السماء؟»
قالت سيلفيا: «إنها نعجتكم، أليست هي؟»
قال: «فلورا، إنها فلورا.»
صفحة غير معروفة