صلى الله عليه وسلم
في يثرب، بخبر قافلة لقريش في طريقها إلى الشام بقيادة «أبى سفيان»، قوامها 2500 بعير، فيها بضائع يربو ثمنها على 50000 دينار، بدنانير ذلك الزمان، والقيمة الشرائية لنقد ذلك الزمان، ساهم فيها البيت الأموي الثري، المعادي لبيت النبي الهاشمي، بأربعة أخماس القافلة.
40
وكان ذلك الخبر مدعاة لتداعيات أخرى متسارعة، فجرت صراعا عسكريا، كان مبتدؤه وفيصله، غزوة بدر الكبرى.
الباب الأول
بدر الكبرى
قراءة أخرى
طالوت ومحمد
وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء . (البقرة: 247)
والمثل المضروب في الآيات هنا، عن أول ملك لبني إسرائيل، رفاق الحلف الدفاعي في جماعة يثرب التضامنية، وهو الملك المعروف في العهد القديم من الكتاب المقدس باسم «شاءول»، والوارد في آيات القرآن الكريم باسم «طالوت»، وقد اختاره لهم في الآيات «نبيهم» غفلا من أي تعريف، وهي المعرفة التي يمكن الحصول عليها بالرجوع إلى الكتاب المقدس، حيث يلتقي ذلك النبي تماما ويتطابق مع شخصية القاضي الكاهن «صموئيل». وفي سفرين باسم «صموئيل» بالكتاب المقدس، يمكنك العثور على كثير من التفاصيل بهذا الشأن، حيث تعرض الإسرائيليون - تحت حكم نظام القضاة الكهنة، وهو نظام قبلي يجمع الحكم الدنيوي مع الديني - لعدد من الهزائم، أمام سكان الساحل الفلسطيني، وكان مرجع تلك الهزائم كما هو واضح بتلك الأسفار، نتيجة استمرار النظام القبلي، الذي شتت الولاء بين اثنتي عشرة قبيلة «الأسباط»، وأوقف تطور المجتمع القبلي الإسرائيلي نحو حكومة مركزية واحدة قوية، وجعل جيشها مجموعات غير منظمة ولا موحدة، تعود بولائها إلى متفرقات القبائل، التي ربما تعود - أو لا تعود - إلى صلات قرابية بعيدة فيما بينها.
صفحة غير معروفة