63
هذه الحالة تناظر ما أسماه الفلاسفة بحرية استواء الطرفين.
نخلص مع جيمس إلى أن الإرادة علاقة بين العقل وأفكاره، وأن الجهد الإرادي جهد للانتباه، ويبدو دور الإرادة الحرة فيه أساسيا بتحديد كم الانتباه، وأكد جيمس أن «كم الانتباه هو الظاهرة الأساسية للإرادة».
64
ولكن جيمس كان يدرك جيدا أن مشكلة الحرية أوسع كثيرا من أن يحيط بها علم النفس،
65
وأعمق كثيرا من مجرد كم الانتباه، وإلا كان جيمس لم يزد شيئا على القديس توما الإكويني الذي انتهى إلى القول بأن: «حريتنا تنحصر في سيطرتنا على أحكامنا، وسيطرتنا على أحكامنا تنحصر في سيطرتنا على انتباهنا.»
66
والحق أن هذه المعالجة السيكولوجية، لم تكن إلا ركنا في رحاب نظرية الحرية الفلسفية التي تخلقت واكتملت في ذهن جيمس قبل شروعه في هذه الدراسة السيكولوجية. ••• (35) على هذا لا بد أن يأتينا من جيمس الفيلسوف فيه ليكمل جهد العالم، فتكتمل معالجة الحرية في العالم اللاحتمي، وكان طريق جيمس لإنجاز هذا، يتلخص في مناهضة الواحدية باعتبارها صورة الحتمية النافية للحرية والجدة، والانتصار للتعددية باعتبارها صورة اللاحتمية المثبتة للحرية والجدة.
إذا كانت الظاهرة الأساسية للإرادة من الناحية السيكولوجية هي كم الانتباه
صفحة غير معروفة