الحور العين
محقق
كمال مصطفى
الناشر
مكتبة الخانجي
مكان النشر
القاهرة
ولا يصح الإدغام إلا لأحد وجهين، إما أن يلتقي حرفان من جنس واحد فتسكن الأول منهما وتدغمه في الثاني، أي تدخله فيه، فيصير حرفًا واحدًا مشددًا، نحو قولك: شد، ومد، ورد، وما شاكل ذلك، هذا أحد وجهي الإدغام والوجه الآخر: أن يلتقي حرفان متقاربان في المخرج، فتبدل الأول منهما من جنس الثاني وتدغمه فيه، كقولك: الرجل والذاهب، وما شاكل ذلك. فإذا أمرت من الأول كان لك وجهان: إن شئت أدغمت فقلت: مد، وشد، ورد، وإن شئت أظهرت فقلت: اشدُد، وامدُد، واردُد. قال الأعشى:
وما عليك أن تقولي كلما ... سبحت أو صليت ياللهم ما
أردد علينا شبخنا مسلما
فإذا ثنيت أو جمعت لم يجز الإظهار، تقول: شدًا، ومدًا، وردًا؛ وشدوا، ومدوا، وردوا؛ ولا يجوز: اشددا وامددا، وارددا، واشددوا، وامددوا، وارددوا. والحروف التي تدغم فيها لام المعرفة ثلاثة عشر حرفًا، لا يجوز إظهارها معها لقرب مخرجها منها، وهي: النون والدال والذال والتاء والثاء والصاد والضاد والطاء والزاي والسين والشين والراء، كقولك: الداعي، والناصر، والذاكر، والتائب، والصاحب، وما شاكل ذلك.
فتلك حراسة تهرم الأزلم الجذع، ودوام لا أمد له ولا منقطع؛ وأطال بقاءها حتى تدنوا لميم في المخرج من العين، على تباين النوعين؛ إن بينهما
1 / 27