وحق الله على المؤمن في سمعه : أن يحفظه من اللغو ، والإستماع إلى جميع ما يكرهه الله تعالى ، فإن السمع طريق القلب ، يجب أن تحذر ما يسلك إلى قلبك .
وحق الله في البصر : غضه عن المحظورات ما صغر وما كبر ، ولا تمده إلى ما منع الله به المترفين ، واترك إنتقال البصر في ما لا خير فيه ، ولكن ليجعل المؤمن نظره عبرا ، فإن النظر باب الإعتبار .
وحق الله في اليدين : قبضهما عن المحرمات في التناول ، واللمس ، والبطش ، والأثرة ، والخصام ، ولكن يبسطهما في الخيرات والذب عن الدين ، والجهاد في سبيل الله .
وحق الله تعالى في الرجلين : لا يسعى بهما إلى مكروه ، فكل رجل سعت إلى مايكره الله تعالى فهي من أرجل إبليس لعنه الله تعالى .
وحق الله في البطن : أن لا يجعله وعاء للحرام ، فإنه مسئوول عنه ، وقد كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه يقول : " نعم الغريم الجوف ، أي شيء تقذفه إليه قبله منك " ، وقال صلوات الله عليه وسلامه في البطن : " ثلث للطعام ، وثلث للشراب ، وثلث للنفس " ، وقال صلوات الله وعليه وسلامه : ( إذا طعمتم فصلوا واصف الطعام ، فأخف الطعام وأطيبه وأمرأه وأثراه الحلال) ، ويجب أن يقتصد في أكله
وشربه ، فإن كثرة الأكل والشرب مقساة للقلب .
وحق الله في الطعام : أن يسمي إذا إبتدأ ، وأن يحمده إذا إنتهى ، والشبع المليا هو مكسلة عن العبادة ، مضرة للجسد ، ولا خير في العبد حينئذ " .
وحق الله على عبده في فرجه : حفظه وتحصينه وبابه المفتوح إليه هو البصر ، فلا تمدوا أبصاركم إلى ما لا يحل لكم ، ولا تتبعوا نظرة الفجأة نظرة العمد فتهلكوا ، وكفى بذلك معصية وخطيئة ، فأخيفوا نفوسكم بالوعيد واقرعوها ، فمن قرع نفسه وأخافها بالوعيد فقد أبلغ في موعظتها وتحصينها ، وتأديبها بأدب الله عز وجل .
صفحة ١٥