لَعَمرُكَ ما الإِنسانُ إِلا بِدينِهِ ... فَلا تَترُكِ التَقوى اِتِّكالًا عَلى النَسَب
فَقَد رَفَعَ الإِسلامُ سَلمانَ فارِسٍ ... وَقَد وَضَعَ الشِركُ الشَريفَ أَبا لَهَب
وجاء في شعر المتوكل الليثي (١):
لَسنا وَإِن كَرُمَت أَوائِلُنا ... يَومًا عَلى الأَحسابِ نَتَّكِلُ
نَبني كَما كانَت أَوائِلُنا ... تَبني وَنَفعَلُ مِثلَ ما فَعَلوا (٢)
ويرحم الله ابن دريد حيث يقول:
إِنَّما المَرءُ حَديثٌ بَعدَهُ ... فَكُن حَديثًا حَسَنًا لِمَن وَعى
القصة
قال عبد الرحمن بن عوف المهاجري القرشي ﵁ لما قدم المدينة قال: آخا الرسول ﵌ بيني وبين سعد بن الربيع الأنصاري ﵁ فقال سعد: إني من أكثر الأنصار مالًا، فأقسم لك نصف مالي، وأنظر أي زوجتي هويت، نزلت لك عنها، فإذا حلت تزوجتها أنت، وقابل عبد الرحمن هذا الإيثار الكريم بعفاف كريم منه فقال: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلني على السوق (٣)، وقد حكى الله عن حال الأنصار مع المهاجرين ما يدل على عظيم منزلتهم قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (٤) .
الأمثال العربية
في الأمثال السائرة: "الشرف بالهمم العالية لا بالرمم البالية، ومن نهظ به أدبه لم يقعد به حسبه". وقال بعضهم:
نفس عصامٍ سودت عصاما ... وعلمته الكر والإقداما
وجعلته ملكًا همامًا
فصار مثلًا يضرب لمن شرف بنفسه، لا بآبائه وأسلافه، والعرب تقول لمن يفتخر بنفسه: (عصامي)، ولمن يفتخر بآبائه: (عظامي) نسبة إلى عظام الأموات من اجداده. قال الشاعر:
إذا ما الحي عاش بذكر ميت ... فذاك الميت حي وهو ميت
أما معروف الرصافي فهو يقول:
وشر العالمين ذوو خمول ... إذا فاخرتهم ذكروا الجدودا
وقال آخر:
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه ... خلقٌ وجيب قميصه مرقوع
ومن أمثال العرب: "رضا الناس غاية لا تدرك (٥)، ورضا الناس شيء لا ينال (٦) "، وفي الحديث النبوي: (تَجِدُونَ النَّاسَ كَإِبِلٍ مِائَةٍ لا يَجِدُ