صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال
الناشر
سُجل هذا الكتاب بوزارة الثقافة
مكان النشر
بدار الكتاب برقم إيداع (٤٤٩) لسنة٢٠٠٩م
تصانيف
جهلت فعاديت العلوم وأهلها ... كذاك يعادي العلم من هو جاهله
وقال آخر:
جهلت أمرًا فأبديت النكير له ... والجاهلون لأهل العلم أعداء
وقديما قيل: "أربعة يقضى بها على أربعة: السعاية على الدناءة، والإساءة على الرداءة، والحلف على البخل، والسخف على الجهل، وأربعة لا تنفك عن أربعة: الجهول عن السقط، والغفول عن الغلط، والعجول عن الزلل، والملول عن العمل، وأربعة تدل على الجهل: صحبة الجهول، وكثرة الفضول، وإذاعة السر، وإثارة الشر". (١)
وقيل أيضًا: "ليس للمرء أن يفرح بحالة جليلة نالها بغير عقل، أو منزلة رفيعة حلها بغير فضل، فإن الجهل ينزله منها، ويزيله عنها، ويحطه إلى رتبته، ويرده إلى قيمته، بعد أن تظهر عيوبه، وتكثر ذنوبه، ويصير مادحه هاجيًا، ويصبح وليه معاديًا"، وربما أقبلت الدنيا على الجاهل بالاتفاق، وأدبرت عن العاقل العالم مع الاستحقاق، فإذا أتتك منها سهمة مع جهل أو فاتتك فيها بغية مع عقل فلا يحملنك ذلك على الرغبة في الجهل، والزهد في العقل والعلم، فدولة الجاهل من الممكنات، ودولة العاقل من الواجبات، وليس ما أمكنه شيء من ذاته كمن استوجبه بآلته وأداته، فعداوة العاقل خير من صادقة الجاهل. (٢)
_________
(١) - الفرائد والقلائد ص٧١.
(٢) - الفرائد والقلائد ص١٣-١٤.
1 / 37