صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال
الناشر
سُجل هذا الكتاب بوزارة الثقافة
مكان النشر
بدار الكتاب برقم إيداع (٤٤٩) لسنة٢٠٠٩م
تصانيف
العلم هو إدراك الشيء بحقيقته (١)
العلم نور يدرك به الإنسان حقيقة الأشياء ويخرج به من ظلمات الجهل والعمى، ويصل به إلى الدرجات العلا، امتنَّ الله به على آدم ﵇ حين علمه الأسماء، وأسجد له جميع الملائكة في الأرض والسماء، فما أعظمه من تكريم نكص عنه إبليس اللعين؛ فصار عدوًا للناس أجمعين، لا يتقي شره، ولا يسلم ضره؛ إلا من لجأ إلى خالقه وقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأخذ من العلم ما ينفعه ويرفعه، ويمنع عنه شرور الشيطان ووسواسه، ويقيه مصرعه، وشكر لله نعمة السمع والبصر؛ فهما وسيلة إدراك العلم وتعلمه؛ قال جل وعلا: ﴿وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (٢) . وقديمًا قيل: العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه في الواقع سواءً كان ذلك الشيء من المحسوسات أو المغيبات، وهو حياة القلوب، وغذاء النفوس، ونور العقول والأبصار، وهو مقدمٌ على العمل، فمن استجلب الخير في جميع أحواله بالعلم وجمله بالعمل فقد ظفر بمراده، وأخذ من كل شيء بأسبابه، واستعد للسفر بعدته وزاده.
_________
(١) - المفردات في غريب القرآن تأليف أبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني تحقيق وضبط محمد خليل عيتاني، ص٣٤٧، الناشر: دار المعرفة بيروت الطبعة الثالثة ١٤٢٢هـ٢٠٠١م.
(٢) - سورة النحل الآية (٧٨) .
1 / 11