عندما يتغنى «منشد ملحمي»
aoidos
بمآثرك، وعبر الشهرة
kleos
تظل حيا (مثلما ما زلنا إلى يومنا هذا نذكر آخيل). بهذه الطريقة يتحدى المحارب العظيم لعنة فناء البشر. يقول هيكتور عندما يطرح على الآخيين تحديا من أجل أن يواجهه أحدهم في مبارزة قوية:
ولكن إن سلبته حياته، ومنحني أبولو مدعاة للتفاخر، فسأجرده من درعه وأحمله إلى إليون المقدسة، وأعلقه أمام معبد أبولو، الإله الذي يرمي عن بعد. وأما جثته فسأعيدها لتؤخذ بين السفن ذات مقاعد التجديف الجيد، لكي يدفنه الآخيون ذوو الشعور المنسدلة، ويجمعوا له
sêma [مرادفها «إشارة/شاهد»، ويعني كومة تراب] قرب شاطئ بحر هيليسبونت الرحب. وذات يوم سوف يقول شخص ما، من الأجيال القادمة، وهو يبحر بسفينته ذات مقاعد التجديف الكثيرة في البحر القاتم بلون الخمر: «هذا شاهد قبر رجل مات في الأيام الغابرة، قتل وهو في أوج عظمته (أوج العظمة يكافئه كلمة
aristeia )، على يد هيكتور المجيد.» هكذا سيتحدث رجل ما ذات يوم، ولن ينقطع ذكري أبدا. (الإلياذة، 7، 87-91)
إن تنازله عن فتاته والتي هي غنيمته لأجاممنون هو أمر شأنه شأن التنازل عن الهدف من الوجود. ومن الناحية الأخرى، كان يمكن له أن يتصرف بطريقة أكثر لباقة (ولكن ذاك كان من شأنه أن يقوض القصة).
يحاول نيستور أن يوقف هذا التنازع المحفوف بالمخاطر بتذكيره للقائدين بهدفهما المشترك، وهو الاستيلاء على طروادة، التي سيسر حكامها بمثل هذا الشقاق. بيد أنه لا هدف مشترك يمكن أن يطغى على النزاع الشخصي. لا يوجد في عالم هوميروس حكومات، تلك القوة المركزية التي من شأنها كبح رغبة الفرد في فرض إرادته على العالم. إن الحملة على طروادة تواجه خطر التفكك والتشرذم.
صفحة غير معروفة