commander - التي تنقش على الطائرات الحربية الأمريكية - هي عودة حقيقية وفعلية إلى أسلوب الكتابة السامية الغربية. وإذا كنت تتحدث الإنجليزية، فستخمن أن الكلمة تعني
commander (أي: قائد)، وإلا فلن يحالفك الحظ. إن هذه الحرية في التصرف «غير متاحة مطلقا» في قواعد الكتابة اليونانية القديمة؛ حيث قاعدة التهجئة التي تنص على أنه لا بد وأن تحتوي الكلمة على نوعي الرموز كليهما، وأن يكون لكل منهما دور معا، هي قاعدة لا يمكن انتهاكها.
قبل أربعمائة سنة من تابوت أحيرام الحجري، وصلنا أقدم النماذج المثبتة التي بين أيدينا للكتابة السامية الغربية - بيد أنه كان مكتوبا بكتابة «غير خطية» - حوالي عام 1400 قبل الميلاد، على ألواح طينية من مدينة أوغاريت، ذلك المركز التجاري في العصر البرونزي، تلك التي دمرت حوالي 1200 قبل الميلاد (شكل
1-6 ). تتألف الرموز من أسافين أقحمت في الطين بالطريقة التي تشكل بها الأسافين الكتابة المسمارية في بلاد ما بين النهرين والتي لا تمت للكتابة السامية الغربية بصلة إلا في ذلك الأمر. كانت هذه «الأبجدية الأوغاريتية»، فيما يبدو، اختراعا متاحا للجميع ابتكره شخص كان معتادا على الكتابة بالأسافين على الطين. وظلت الأمثلة على هذه الأبجدية باقية في أوغاريت والضواحي القريبة منها فقط بفضل نهب وتدمير المدينة الذي أدى إلى حرق الألواح وصونها. ونظن أن الأشكال الخطية غير الموثقة للرموز أقدم من ذلك، والرموز التي نستخدمها في الكتابة في يومنا هذا هي أشكال معدلة منها.
حفظت خمسة عشر لوحا أوغاريتيا القصة التي تدور حول انتصار إله الريح بعل (السيد/الرب) على عدويه الإله «يم» (أي «البحر») والإله «موت» (الموت)، ابن الإله إيل (أي «الرب»). وتطلعنا الألواح على سجن الإله بعل في العالم السفلي، وتحرير أخته/زوجته عنات له من هناك، وعن فوز بعل بالملك على الآلهة والبشر. يشغل القسم الخاص بقصة «بعل وعنات» ستة ألواح متعددة الأعمدة وقد يبلغ عدد أبياته 3000 بيتا، وهي أطول قصيدة في أرشيف المحفوظات وإحدى أطول القصائد التي وصلتنا من الشرق القديم، ويوازي طولها تقريبا ملحمة «جلجامش» الآشورية (إلا أنه لا يوجد ما يؤكد أن الألواح متصلة كوحدة واحدة). ينسب تاريخ القصيدة إلى فترة حكم ملك يدعى نيقمادو الذي حكم أوغاريت فيما بين 1375 و1345 قبل الميلاد، على الرغم من أن المدينة دمرت حوالي عام 1200 قبل الميلاد. وتسجل ألواح أخرى أساطير مقاربة للأخبار والأحداث التي نجدها في الكتاب المقدس، وتستند إلى حكايات وروايات شبه أسطورية لشخصيات تاريخية.
ثمة عبارة (يطلق عليها
colophon
وتعني خاتمة/تذييل الناسخ أو بيانات في نهاية المخطوط ينقشها الناسخ عن نفسه وعن المخطوط ذاته) ملحقة بنهاية ألواح بعل تفيد بأن «إيلي مالكو من مدينة شوبان هو
spr (ناسخ؟ كاتب؟) و
lmd (تلميذ؟) أتانو، العراف، والكاهن الأكبر، والراعي الأكبر [منصب عسكري] ...» لسنا على يقين مما تعنيه كلمة
صفحة غير معروفة