الذل والانكسار للعزيز الجبار
محقق
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
تصانيف
وروى الإمام أحمد رحمه الله تعالى في كتابه "الزهد" (١) بإسناده عن عمران القصير قال: "قال موسى بن عمران: أي رب، أين أبغيك؟ قال: ابغني عند المنكسرة قلوبهم من أجلي، إني أدنو منهم كل يوم باعًا، ولولا ذلك لانهدموا".
وروى إبراهيم بن الجنيد رحمه الله تعالى في كتاب "المحبة" بإسناده عن جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دينار (قال) (*): قال موسى ﵇: "إلهي أين أبغيك؛ فأوحى الله ﷿ إِلَيْهِ: أن يا موسى ابغني عند المنكسرة قلوبهم من أجلي، فإني أدنو منهم في كل يوم وليلة باعًا ولولا ذلك لانهدموا"، قال جعفر: قلت لمالك بن دينار: كيف المنكسرة قلوبهم؟ فَقَالَ: سألت الَّذِي قرأ في الكتب فَقَالَ: سألت الَّذِي سأل عبد الله بن سلام فَقَالَ: سألت عبد الله بن سلام عن المنكسرة قلوبهم، ما يعنى؟ قال: المنكسرة قلوبهم بحب الله ﷿ عن حب غيره".
وقد جاء في السنة الصحيحة ما يشهد (بقرب) (**) الله من القلب المنكسر ببلائه الصابر عَلَى قضائه أو الراضي بذلك كما في "صحيح مسلم" (٢) عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ: "يَقُولُ اللهَ ﷿ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ".
وروى أبو نعيم (٣) من طريق ضمرة عن ابن شوذب قال: "أوحى الله تعالى إِلَى موسى ﵇: أتدري لأي شيء اصطفيتك عَلَى الناس برسالاتي وكلامي؟ قال: لا يا رب! قال: لأنّه لم يتواضع لي أحد قط تواضعك".
_________
(١) (ص ٧٥).
(*) لقرب: "نسخة".
(**) يقول: "نسخة".
(٢) برقم (٢٥٦٩).
(٣) في "الحلية" (٦/ ١٣٠).
1 / 294