الحلة السيراء

ابن الأبار ت. 658 هجري
203

الحلة السيراء

محقق

الدكتور حسين مؤنس

الناشر

دار المعارف

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٥م

مكان النشر

القاهرة

المقامات اللزومية فِي مَا جمع من شعر أبي بكر بن عمار وَزِير بني عباد وَمِمَّا ينْسب إِلَيْهِ وَذكر الْبَيْتَيْنِ (وَمن عجبني أَنِّي أحن إِلَيْهِم ...) وَالَّذِي بعده لم يزدْ عَلَيْهِمَا وقرأت فِي كتاب الحدائق لِابْنِ فرج قَوْله بعد إِيرَاده جملَة من أشعار الْخُلَفَاء االأموية وهم يجلون عَن الشّعْر أقدارهم كَمَا يرتفعون عَن أَن يرْوى عَنْهُم أَو يُؤْخَذ من أَقْوَالهم وَإِنَّمَا ينبسطون بِهِ فِي سرائرهم فَلَيْسَ يظْهر عَلَيْهِم مِنْهُ إِلَّا الشاذ الْقَلِيل وَلَعَلَّ مَا سقط عَنَّا أفضل مِمَّا سقط إِلَيْنَا فَأَما أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَطَالَ الله بَقَاءَهُ فَهُوَ فرق أَن يعلن بِهِ أَو ينشر اسْمه عَلَيْهِ وَلَعَلَّ لَهُ مِنْهُ مَا لَا نعرفه فَأَما الأدوات الَّتِي يُقَال بهَا بل الَّتِي يحْتَاج كل علم إِلَيْهَا فَهِيَ مَعَه بأزيد مِمَّا كَانَت لأحد قبله أَو تكون لأحد بعده وَهَذَا الَّذِي قَالَ غير مُسلم لَهُ وَلَا مَقْبُول مِنْهُ بل إكثار الْمُلُوك من الشّعْر دَال على قُوَّة عارضتهم وسعة ذرعهم وحاكم بمعانة مادتهم وَتمكن تصرفهم وَلَوْلَا ذَلِك لما فضل ابْن المعتز أهل بَيته بالإبداع فِي أَنْوَاع القريض وَكَذَلِكَ تَمِيم بن الْمعز المتقيل أَثَره فِي الْإِكْثَار والإتيان بِمَا قيد وخلد من بَدَائِع الْأَشْعَار وَلَا أبلغ من الِاحْتِجَاج وأقطع للخصم المتناهى اللجاج مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ مَوْلَانَا من تحبير الغرائب وتسيير الْكَلم الغر أثْنَاء الْمَشَارِق والمغارب وهوالبرهان على رحب المجال وَتَحْصِيل أَسبَاب الْفضل وأشتات الْكَمَال لَا زَالَ سلطنه يبخع لَهُ بِالطَّاعَةِ ويدان وزمانه يشرق بمحاسنه الباهرة ويزدان

1 / 205