الحلة السيراء
محقق
الدكتور حسين مؤنس
الناشر
دار المعارف
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٩٨٥م
مكان النشر
القاهرة
٦٢ - الْأَغْلَب بن إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب أَبُو عقال ويلقب بخزر
ولى إفريقية بعد إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب ثَلَاثَة من أبنائه لصلبه أَوَّلهمْ أَبُو الْعَبَّاس عبد الله ولى بِعَهْد أَبِيه وَكَانَ عِنْد وَفَاته بطرابلس فَقَامَ أَخُوهُ زِيَادَة الله بِالْأَمر فِي مغيبه وَأخذ لَهُ الْبيعَة على نَفسه وعَلى أهل بَيته وَسَائِر النَّاس فَكَانَ يتحامل عَلَيْهِ فِي ولَايَته ويتنقصه وَهُوَ يظْهر التجمل وَالِاحْتِمَال وعوجل فَلم تطل مدَّته وَلم يُوصف بأدب فنذكره وثانيهم أَبُو مُحَمَّد زِيَادَة الله الْمُتَقَدّم الذّكر وَهُوَ كَانَ أطولهم ولَايَة وأمتنهم بعد أَبِيهِم أدبًا وثالثهم أَبُو عقال الْأَغْلَب هَذَا ولى بعد أَخِيه زِيَادَة الله وَهُوَ كَانَ أقصرهم ولَايَة أَقَامَ سنتَيْن وَتِسْعَة أشهر وأيامًا غير أَن الْمُلُوك مِنْهُم من عقبه دون أَخَوَيْهِ وكل من ولى بعده من آل الْأَغْلَب إِلَى أَن انقرض ملكهم وَزَالَ سلطانهم من وَلَده وآثاره صَالِحَة أَمن الْجند وَأحسن إِلَيْهِم فَلم يكن فِي أَيَّامه على قصرهَا وتقلصها حروب وَغير مِمَّا أحدث الْعمَّال كثيرا وَقبض أَيْديهم عَن أَمْوَال الرّعية وَقطع النَّبِيذ من القيروان فحمدت سيرته وَظَهَرت فضيلته وانتشر عدله وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْأَدَب يصوغ بِهِ مقطعات من الشّعْر فَمِنْهَا قَوْله
1 / 168