125

الحلة السيراء

محقق

الدكتور حسين مؤنس

الناشر

دار المعارف

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٥م

مكان النشر

القاهرة

٤٦ - الْقَاسِم ابْن الْأَمِير مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن الحكم أَبُو مُحَمَّد
كَانَ من الأدباء الشُّعَرَاء إِلَّا أَنه مقل وَكَانَ أحد الْجَبَابِرَة الموصوفين شَدِيد البأوتياهًا وَقبض عَلَيْهِ أَخُوهُ الْأَمِير عبد الله فَمَاتَ فِي حَبسه مسمومًا وَمن شعره وبديهته السائرة فِي النَّاس وَقد دخل دَار أَخِيه عُثْمَان بن مُحَمَّد فأستسقى مَاء فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ غُلَامه لَعَلَّه لم يقبلهَا وَأَنْشَأَ يَقُول
(المَاء فِي دَار عُثْمَان لَهُ ثمن ... وَالْخَبَر فِيهَا لَهُ شان من الشان)
(فأسلح على كل عُثْمَان مَرَرْت بِهِ ... إِلَّا الْخَلِيفَة عُثْمَان بن عَفَّان)
كَذَا قَالَ ابْن حياان وَهُوَ غلط لأخفاء بِهِ وَإِنَّمَا البيتان من قِطْعَة لعبد الْملك بن عبد الرَّحِيم الْحَارِثِيّ أنشدهما أَبُو عمر بن عبد الْبر النمري فِي كتاب بهجة الْمجَالِس من تأليفه وَهِي
(يَا أُخْت كِنْدَة جافي شرب عُثْمَان ... وأزمعي لبنى أود بهجران)
(يَا أُخْت كِنْدَة سيري سير ساخطة ... كي تنتوى منتوى غَضَبي وغضبان)
(المَاء فِي دَار عُثْمَان لَهُ ثمن ... وَالْخبْز فِيهِ لَهُ شَأْن من الشان)
(عُثْمَان يعلم أَن الْحَمد ذُو ثمن ... لكنه يَشْتَهِي حمدا بمجان)
(وَالنَّاس أَكيس من أَن يحْمَدُوا رجلا ... حَتَّى يرَوا عِنْده آثَار إِحْسَان)
(أغسل يَديك بأشنان وأنقهما ... غسل الْجَنَابَة من مَعْرُوف عُثْمَان)
(واسلح على كل عُثْمَان مَرَرْت بِهِ ... إِلَّا الْخَلِيفَة عُثْمَان بن عَفَّان)

1 / 127