222
وهي مدينة صغيرة متحضرة، عليها سور من حجارة، وبها أسواق وصناعات، وهي مطلة على جزيرة «شلطيش»
223
وجزيرة شلطيش يحيط بها البحر من كل ناحية، ولها من ناحية الغرب اتصال بأحد طرفيها إلى مقربة من البر، وذلك يكون مقدار نصف رمية حجر. ومن هناك يجوزون لاستقاء الماء لشربهم، وهي جزيرة طولها نحو من ميل وزائد، والمدينة منها في جهة الجنوب، وهناك ذراع من البحر يتصل به موقع نهر لبلة، ويتسع حتى يكون أزيد من ميل، ثم لا يزال الصعود فيه في المراكب إلى أن يضيق ذلك الذراع حتى يكون سعة النهر وحده مقدار نصف رمية حجر، ويخرج النهر من أسفل جبل عليه مدينة ولبة، ومن هناك تتصل الطريق إلى مدينة لبلة. ومدينة شلطيش ليس لها سور ولا حظيرة، وإنما هي بنيان يتصل بعضه ببعض، ولها سوق وبها صناعة الحديد الذي يعجز عن صنعه أهل البلاد لجفائه، وهي صنعة المراسي التي ترسي بها السفن والمراكب الحمالة الجافية، وقد تغلب عليها المجوس
224
مرات، وأهلها إذا سمعوا بخطور
225
المجوس فروا عنها وأخلوها. ومن مدينة شلطيش إلى جزيرة قادس 100 ميل، ومن جزيرة قادس المتقدم ذكرها إلى جزيرة طريف 63 ميلا . ومن جزيرة شلطيش مع البحر مارا في جهة الشمال إلى حصن «قسطلة»
226
على البحر 18 ميلا وبينهما موقع نهر يانة، وهو نهر ماردة وبطليوس، وعليه حصن «مارتلة»
صفحة غير معروفة