وهي أمة عظيمة، لهم ملوك، وهم حرب لأهل الأندلس كالجلالقة والإفرنجة. ويصب هذا النهر في البحر الرومي
673
وهو موصوف بأنه من أنهار العالم، وعليه على بعد من طليطلة قنطرة عظيمة تدعى قنطرة السيف، بنتها الملوك السالفة، وهي من البنيان المذكور والموصوف، أعجب من قنطرة سنجة
674
من الثغر الجزري، مما يلي سميساط من بلاد سرحة.
ومدينة طليطلة ذات منعة، وعليها أسوار منيعة، وأهلها بعد أن فتحت وصارت لبني أمية قد كانوا عصوا على الأمويين، فأقامت مدة سنين ممتنعة، لا سبيل للأمويين إليها فلما كان بعد الخمس عشرة وثلثماية، فتحها عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم، وعبد الرحمن هذا هو صاحب الأندلس في هذا الوقت،
675
وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وقد كان غير كثيرا من بنيان هذه المدينة حين افتتحها. وصارت دار مملكة الأندلس قرطبة إلى هذا الوقت.
ومن قرطبة إلى مدينة طليلطلة نحو من سبع مراحل، ومن قرطبة إلى البحر مسيرة نحو من ثلاثة أيام، ولهم على بحر تونس من الساحل مدينة يقال لها أشبيلية.
وبلاد الأندلس مسيرة عمائرها ومدنها نحو من شهرين، ولهم من المدن الموصوفة نحو من أربعين مدينة. وتدعى بنو أمية بالخلائف، ولا يخاطبون بالخلفاء، لأن الخلافة لا يستحقها عندهم إلا من كان مالكا للحرمين، غير أنه يخاطب بأمير المؤمنين
صفحة غير معروفة