وعلى هذا الاساس اوحى الله تبارك وتعالى الى الانبياء والرسل وخاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، واتى داود زبورا ، وكلم موسى عليه السلام تكليما وبعثهم الى الناس لينذروهم ويبشروهم ويعلموهم طريق الحق والهداية ، لان الله تبارك وتعالى لم يترك البشر دون مرشد وقائد ، ودون ان يعلمهم واجباتهم وتكاليفهم الشرعية ، ولكي يتم الحجة عليهم فلا يبقى لهم عذر او حجة.
وروي عن ابي ذر رضي الله عنه : انه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن عدد الانبياء فاجابه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بان عددهم يبلغ « مائة واربعا وعشرين الفا ، فسأل ابو ذر رضي الله عنه عن عدد الرسل ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : عددهم هو ثلاثمائة وثلاثة عشر رسولا والباقون كلهم انبياء ...
وقال ابو ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ان عدد الكتب السماوية التي نزلت على الانبياء والرسل هي : « مئة واربع كتاب » نزل عشرة منها على آدم عليه السلام ، وخمسون منها نزل على شيث ، وثلاثون منها على ادريس ، وعشرة كتب على ابراهيم ، واربع كتب وهي : التوراة ، والانجيل ، والزبور ، والقرآن. (1) « نزلت على اولي العزم ، وهم : نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم وسلم اجمعين ».
ولقد كان نزول الوحي على الانبياء يتم بصورة مختلفة ، فمرة ينزل بالوحي توسط ملك من الملائكة المكلفين به ، واحيانا يلقي الوحي على النبي عليه السلام بواسطة الالهام القلبي ، واخرى ينزل بصورة صوت يسمعه النبي ، « اي ان الله يخلق الامواج الصوتية في الفضاء او الاجسام فيسمعها انبياؤه وبهذه الواسطة كان يتم التخاطب بينهم وبين الله سبحانه وتعالى.
صفحة ٦