حينما لاحظوا هذه الامور وغيرها تجرأوا اخيرا وسألوه مستفسرين منه وقالوا له : ( اءنك لانت يوسف ) كانت هذه اصعب اللحظات على الاخوة ، وكانت اللحظات تمر بسرعة والانتظار يعصر قلوبهم ويزيد في قلقهم ، رفع يوسف الحجاب بينه وبينهم واظهر لهم الحقيقة ( قال انا يوسف وهذا اخي قد من الله علينا انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين ).
لا يعرف احد كيف مرت هذه اللحظات الحساسة على الاخوة وما خامرهم من السرور والفرح وكيف تعانقوا واحتضنوا اخاهم والدموع الغزيرة التي ذرفوها وذلك حين التقوا باخيهم وبعد عشرات السنين من الفراق ، ولكنهم في كل الاحوال كانوا لا يطيقون النظر الى وجه اخيهم يوسف بسبب الذنب والجريمة التي اقترفوها في حقه ، وقالوا له : لقد آثرك الله علينا وفضلك بالحلم والعلم والحكومة علينا ونحن كنا خاطئين ونعتذر الى الله واليك.
فقال لهم يوسف بلغة المحبة والعطف والرضا : ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين ). اي العتاب والعقاب مرفوع عنكم واطمئنوا وكونوا مرتاحي الضمير ، وان الله سبحانه وتعالى قد قبل توبتكم وعفا عنكم لانه ارحم الراحمين.
انتهاء حزن يعقوب :
وبعد ان علم يوسف بحال ابيه وفقد بصره تألم كثيرا وقال لاخوته ( اذهبوا بقميصي هذا فالقوه على وجه ابي يأت بصيرا واتوني باهلكم اجمعين ).
رجعوا اولاد يعقوب الى كنعان يحملون قميص اخيهم يوسف معهم فرحين ومستبشرين ، وعندما تحركت القافلة وخرجت من مصر هب نسيم عليل
صفحة ١٦٣