واخذه الى خارج المدينة والقائه في البئر.
فجاؤوا الى ابيهم بلسان لين يدعوا الى الترحم والمحبة والعطف وقالوا له : يا ابانا ان اخانا هذا ما يزال صبيا وبحاجة الى اللهو واللعب فخل سبيله واتركه معنا غدا يرتع ويلعب ونحن نواظب عليه ونحامي عنه.
ولكن يعقوب دون ان يتهم اولاده بسوء القصد ، بل اظهر التردد في ارسال يوسف وقال لهم :
انه اذا ابتعد عني سوف يحزنني ، وربما يوجد في خارج المدينة بعض الذئاب المفترسة اخاف ان تاكله ، فاعتذر اليهم.
فقالوا لابيهم : كيف يكون ذلك ، هل نحن موتى فلا ندافع عن اخينا بل نتفرج عليه والذئب ياكله ، ما عسى ان نقول للناس وكيف نغفل عنه ونتركه وحده ، الى غير ذلك من الترغيب وتحريك احاسيس يوسف وترغيبه للذهاب معهم للنزهة خارج المدينة ايضا.
واخيرا انتصر اخوة يوسف واقنعوا اباهم ان يرسل معهم اخاهم يوسف ، فباتوا ليلتهم مطمئني البال لياتي الصباح وينفذوا خطتهم.
عندما اصبح الصباح جاؤوا الى ابيهم واخذوا منه يوسف فامرهم بالمحافظة عليه ، وكرر توصياته في شأنه ، فاظهر الابناء طاعتهم لابيهم ، وابدوا احترامهم الفائق ومحبتهم العميقة ، وتحركوا الى خارج المدينة.
عندما انتهوا الى خارج المدينة وجدوا بئرا فاجمعوا على القائه في هذا البئر ، فالقوه في البئر.
وبعد ان نفذ اخوة يوسف خطتهم كما ارادوا ، جلسوا يفكرون ماذا يجب ان يفعلوا اذا رجعوا الى ابيهم كي يصدق كلامهم بان يوسف قد انتهى الى العدم بصورة طبيعية ، ليجلبوا عواطف ابيهم نحوهم.
صفحة ١٤٠