فهي مفقودة أصلًا في النوع المقيس.
ولو اشتركا في العلة فشرطها أن تكون بوصف ظاهر، وليست في عالم الغيب كذلك.
فنخلص من هذا أنه قياس فاسد لاختلال ركنه وشرطه، والله أعلم.
٥ - أما ما درج عليه بعض الأدباء في تأليف غريب اللغة بمقامات على لسان شخصيات وهمية متخيلة مثل (مقامات الحريري) وغيرها، فهذا أيضًا من القياس الباطل، الفاقد لشروطه، المختل ركنه. إذ أنه مقدوح فيه، وذلك بالفرقان بين المقيس والمقيس عليه. حيث أن الحريري في سياقته لمقاماته، لم يتقمص شخصية معيّنه ولا وهمية، بخلاف التمثيل.
ثم هذا من باب القول لا من باب الفعل، ثم هو من باب المحاورة والتعليم لا من باب التمثيل والتشبيه، كالشأن فيما هو أبعد من ذلك، كحديث تعليم جبريل ﵇ للنبي ﷺ الإسلام والإيمان والإحسان. وهكذا.
ثم أرونا أثرًا واحدًا مرفوضًا شرعًا يترتب على هذا.