(اقتضاء الصراط المستقيم ١/ ٤٧٨) ما يفعله النصارى في عيدهم المسمى (عيد الشعانين) من أنهم يخرجون بورق الزيتون ونحوه بزعم المشابهة لما جرى للمسيح ﵇ حين دخل بيت المقدس - في هيئة يطول ذكرها - وهم يقلدونه ﵇ في ذلك يوم عيدهم المذكور.
ثم امتدت هذه البدعة لدى العرب إلى تهادي الزهور أيام المواسم والأعياد. وشاهده قول النابغة:
رقاق النعال طيب حجزاتهم ... يحيون بالريحان يوم السباسب
وهو لدى الفرنجة اليوم كذلك.
وفي هذه السنين أخذ تهادي الزهور شكلًا آخر من إهدائة للمرضى، وما كاد الكفار يفعلونه إلا وتقوم له الدعاية على قدم وساق، حتى انتشر لدى المسلمين.
وما كنت أظن أن العرب دارًا ونسبًا ولسانًا - ستبلغ بهم التبعية الماسخة إلى فعلته، ومن أثقل المظاهر أن ترى المريض في عقله يحمل الزهور - مستقل ومستكثر - إلى المريض في بدنه وكان العكس أولى؟ فالله أكبر إنها السنن (لتتبعن سنن من كان قبلكم) .