حكم السماع
محقق
حماد سلامة
الناشر
مكتبة المنيار
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٨ هجري
مكان النشر
الأردن
تصانيف
وعند طائفة من العلماء : أنها واجبة على الكفاية.
[ فضل صلاة الجماعة ] :
وأحد الأقوال أنها سنة مؤكدة ، ولا نزاع بين العلماء أن صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده خمساً وعشرين ضعفاً ، كما ثبت ذلك عن النبي ﷺ (١). ولا نزاع بينهم أن من جعل صلاته وحده أفضل من صلاة في جماعة فإنه ضال مبتدع ، مخالف لدين المسلمين .
[ وجوب الابتعاد عن البدع ] :
وهذه البدع يُذم أصحابها ، ويعرف أن الله لا يتقبلها ، وإن كان قصدهم بها العبادة ، كما أنه لا يقبل عبادة الرهبان ، ونحوهم ممن يجتهدون في الزهد والعبادة لأنهم لم يعبدوه بما شرع ؛ بل ببدعة ابتدعوها ، كما قال : ﴿ورهبانية ابتدعوها ﴾(٢) فإنَّ المتعبد بهذه البدع قصده أن يعظم ويزار ، وهذا عمله ليس خالصاً لله ، ولا صواباً على السنة ، بل هو كما يقال : زغل(٣)، وناقص، بمنزلة لحم خنزير ميت ؛ حرام من وجهين .
[ الدين كله لله ] :
والواجب على كل مسلم التزام عبادة الله وحده لا شريك له ، وطاعة رسوله ، والأمر بذلك لكل أحد ، والنهي عن ضد ذلك لكل أحد ، والانكار على من يخرج عن ذلك ، ولو طار في الهواء ، ومشى على الماء ، وليس تحت أديم السماء (٤) أحد يقر على خلاف ما جاء به رسول الله ﷺ ؛ بل إن كان
(١) حيث قال ﷺ: ((صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)) رواه البخاري ١٣١/٢، ومسلم ١ / ٤٥٠ وغيرهما.
(٢) الآية ٢٧ من سورة الحديد.
(٣) في لسان العرب (١١ /٣٠٤) زغل الشىء زغلاً وأزغلهُ: صبَّهَ دُفَعاً ومجَّهُ.
(٤) أديم السماء: أي ما ظهر منها [ترتيب القاموس للزاوي ١٢٣/١].
68