حكم السماع
محقق
حماد سلامة
الناشر
مكتبة المنيار
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٨ هجري
مكان النشر
الأردن
تصانيف
الشيطان، ويرى الناس ناراً تحمى. ويضع فيها الفؤوس والمساحي(١)، ثم إن الإِنسي يلحسها بلسانه، وإنما يفعل ذلك الشيطان الذي دخل فيه، ويرى الناس هؤلاء يباشرون الحيات والأفاعي وغير ذلك، ويفعلون من الأمور ما هو أبلغ مما يفعله هؤلاء المبتدعون الضالون المكذبون الملبسون، الذين يَدَّعون أنهم أولياء الله، وإنما هم من أعاديه، المضيعين لفرائضه، المتعدين لحدوده.
والجُهَّال لأجل هذه الأحوال الشيطانية، والطبيعية، يظنونهم أولياء الله؛ وإنما هذه الأحوال من جنس أحوال أعداء الله الكافرين؛ والفاسقين. ولا يجوز أن يعان من هؤلاء على ترك المأمور، ولا فعل المحظور، ولا إقامة مشيخة تخالف الكتاب والسنة، ولا أن يعطي رزقه على مشيخة يخرج بها من طاعة الله ورسوله، وإنما يعان بالأرزاق من قام بطاعة الله ورسوله، ودعا إلى طاعة الله ورسوله والله أعلم.
[ عبادة الله بالطرق الشرعية ]:
وَسُئِلَ عن رجل منقطع في بيته لا يخرج ولا يدخل، ويصلي في بيته ولا يشهد الجماعة، وإذا خرج إلى الجمعة يخرج مغطى الوجه، ثم إنه يخترع العياط من غير سبب، وتجتمع عنده الرجال والنساء. فهل يسلم له حاله؟ أو يجب الإِنكار عليه؟
فأجاب: هذه الطريقة طريقة بدعية، مخالفة للكتاب والسنة، ولما أجمع عليه المسلمون. والله تعالى إنما يعبد بما شرع، لا يعبد بالبدع. قال الله تعالى: ﴿أم لهم شركاء شَرَعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله؟ ﴾(٢) فإنَّ
(١) المساحي جمع مِسْحاه وهي كالمجرفة إلا أنها من حديد [ مختار الصحاح ص ٢٨٩].
(٢) الآية ٢١ من سورة الشورى.
62