حجة القراءات

ابن زنجلة ت. 403 هجري
55

حجة القراءات

محقق

سعيد الأفغاني

الناشر

دار الرسالة

وَلم يقل تصار فَلَمَّا أسْند الْفِعْل إِلَيْهَا بِإِجْمَاع ردوا مَا اخْتلفُوا فِيهِ إِلَى مَا أَجمعُوا عَلَيْهِ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿ترجع﴾ بِضَم التَّاء وَفتح الْجِيم أَي ترد الْأُمُور وحجتهم قَوْله ﴿إِلَيْهِ تحشرون﴾ و﴿تقلبون﴾ فَجعلُوا الْأُمُور دَاخِلَة فِي هَذَا الْمَعْنى والمعنيان يتداخلان وَذَلِكَ أَن الله هُوَ الَّذِي يرجع الْأُمُور فَإِذا رجعها رجعت فَهِيَ مرجوعة وراجعة ﴿وزلزلوا حَتَّى يَقُول الرَّسُول وَالَّذين آمنُوا مَعَه مَتى نصر الله﴾ قَرَأَ نَافِع ﴿حَتَّى يَقُول الرَّسُول﴾ بِالرَّفْع وحجته أَنَّهَا بِمَعْنى قَالَ الرَّسُول على الْمَاضِي وَلَيْسَت على الْمُسْتَقْبل وَإِنَّمَا ينصب من هَذَا الْبَاب مَا كَانَ مُسْتَقْبلا مثل قَوْله ﴿أفأنت تكره النَّاس حَتَّى يَكُونُوا مُؤمنين﴾ ﴿حَتَّى يَأْتِي وعد الله﴾ فَرفع يَقُول ليعلم أَنه مَاض وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿حَتَّى يَقُول﴾ بِالنّصب وحجتهم أَنَّهَا بِمَعْنى الِانْتِظَار وَهُوَ حِكَايَة حَال الْمَعْنى وزلزلوا إِلَى أَن يَقُول الرَّسُول وَاعْلَم أَن حَتَّى إِذا دخلت على الْفِعْل فلهَا أَرْبَعَة أوجه وَجْهَان فِي الرّفْع ووجهان فِي النصب فَأَما وَجها الرّفْع فأحدهما كَقَوْلِك سرت حَتَّى أدخلها فَيكون

1 / 131