وقال مرتضى الحسيني في شرح القاموس: "وكان عمر رضي الله تعالى عنه قد مصر الأمصار، منها البصرة، والكوفة" (¬1) ، انتهى.
وهذا الحسيني هو خاتمة المحدثين، ونادرة العلماء المحققين، كما يعرفه بذلك من وقف على تآليفه المشهورة كالإتحاف على الإحياء، والسيوطي لا يخفى حاله عند العارفين والأئمة المحدثين، والنووي عند الفريقين كنار على علم. ولو لم ينقل قضية التمصير إلا هؤلاء الثلاثة لكفى، كيف وقد نقله من المؤرخين الديار بكري في تاريخ الخميس (¬2) ، وأشار إليه ابن الأثير في كامله، وصرح بأن الأمصار ثمانية (¬3) .
على أن أصحابنا - رضي الله عنهم - قد انطبقت كلمتهم جميعا، وتواترت أخبارهم، وتتابعت آثارهم على نقل قضية التمصير (¬4) ، حتى قال ابن أبي نبهان (¬5) :
¬__________
(¬1) - ... الحسيني: تاج العروس، 03/543.
(¬2) - ... لم أستطع الوقوف على هذا الكتاب.
(¬3) - ... لم أهتد إليه في "الكامل".
(¬4) - ... انظر مثلا؛ الإزكوي:الجامع، 02/395. الكدمي: الجامع المفيد، 01/253.
(¬5) - ... هو أبو محمد ناصر بن جاعد بن خميس الخروصي، المشهور بابن أبي نبهان، من أعلام الإباضية بعمان، ولد سنة 1192ه في بلدة العليا من وادي بني خروص، تتلمذ على يد والده العلامة أبي نبهان. انتقل إلى زنجبار بشرق إفريقيا وتوفي بها سنة1262 أو1263ه. من مؤلفاته: التهذيب، وقيد الأسفار، وكتاب الإخلاص. انظر؛ ناصر والشيباني: معجم أعلام الإباضية (قسم المشرق)، ترجمةرقم1421، ص466.
وأبو نبهان هو: جاعد بن خميس الخروصي، من أعلام الإباضية في عمان، يلقب بالشيخ الرئيس، ولد سنة 1147ه، وتوفي سنة 1237ه، له مؤلفات عديدة منها: كتاب الدقاق في دق أعناق أهل النفاق، وأجوبة فقهية في سبع مجلدات، وقصيدة النونية، وقصيدة حياة المهج. انظر؛ مجموعة أساتذة: دليل أعلام عمان، ص45.
صفحة ٨٧