103

الحجة في القراءات السبع

محقق

د. عبد العال سالم مكرم [ت ١٤٢٩ هـ] الأستاذ المساعد بكلية الآداب - جامعة الكويت

الناشر

دار الشروق

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٠١ هـ

مكان النشر

بيروت

قوله تعالى: بِما وَضَعَتْ «١» يقرأ بإسكان التاء وضمّها. فالحجة لمن أسكن: أنه جعله من إخبار الله تعالى عن أم مريم، والتّاء دليل على التأنيث وليست باسم. والحجة لمن ضم: أنه حكى عن أم مريم ما أخبرت به عن نفسها، فالتاء هاهنا اسم. وإنما بني على الحركة لضعفه بأنه حرف واحد. قوله تعالى: وَكَفَّلَها «٢». يقرأ بتشديد الفاء وتخفيفها. فالحجة لمن شدد: أنه عدّى بالتشديد الفعل إلى مفعولين: إحداهما: الهاء والألف المتصلتان بالفعل. والثاني: (زكريا) وبه ينتصب (زكريّا) في قراءة من شدد الفاء، لأنه عطفه على قوله: (فتقبلها ربّها) وكفلها. والحجة لمن خفف الفاء: أنه جعل الفعل ل (زكريا)، فرفعه بالحديث عنه، وجعل ما اتصل بالفعل من الكناية مفعولا له. ودليله على ذلك قوله: أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ «٣». و(زكريا) يمدّ، ويقصر ولا يجرى «٤» للتعريف والعجمة. قوله تعالى: فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ «٥». يقرأ بالتاء، والألف. فالحجة لمن قرأ بالتاء: أن الملائكة جماعة، فدل بالتاء على معنى: الجماعة. والدليل على ذلك قوله: وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ «٦». والحجّة لمن قرأ بالألف: أن الفعل مقدّم «٧»، فأثبت بالألف كما أقول: رماه القوم، وعاداه الرجال. ومع ذلك فالملائكة هاهنا: جبريل، فذكّر الفعل للمعنى. قوله تعالى: أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ «٨». يقرأ بضم الياء مع التشديد، وبفتحها مع التخفيف.

(١) آل عمران: ٣٦. (٢) آل عمران: ٣٧. (٣) آل عمران: ٤٤. (٤) لا يجري: لا ينون: قال الطبري: «الصواب عندنا إذا مد زكريا أن ينصب بغير تنوين لأنه اسم من اسماء العجم لا يجري. (الطبري ٣: ١٦٣) وانظر في معنى الإجراء: (المعجم الوسيط ١: ١٢٠ والقاموس المحيط مادة: جرى). (٥) آل عمران: ٣٩. (٦) آل عمران: ٤٢. (٧) قال الطبري «والصواب من القول عندي في قراءة ذلك أنهما قراءتان معروفتان أعني: التاء والياء، فبأيهما قرأ القارئ فمصيب .. وذلك أن الملائكة إن كان مرادا بها: جبريل كما روي عن عبد الله، فإن التأنيث في فعلها فصيح في كلام العرب للفظها إن تقدمها فعل، وجائز فيه التذكير لمعناها. وإن كان مرادا بها: جمع الملائكة فجائز في فعلها التأنيث وهو من قبلها للفظها، وذلك أن العرب إذا قدّمت على الكثير من الجماعة فعلها انثته، فقالت: قالت النساء، وجائز التذكير في فعلها بناء على الواحد إذا تقدم فعله فيقال: «قال الرجال» الطبري: ٣: ١٦٩. (٨) آل عمران: ٣٩.

1 / 108