الحجة على تارك المحجة (وهو شرح عقيدة الإمام الحافظ محمد بن طاهر المقدسي)

ابن طاهر القيسراني ت. 507 هجري
50

الحجة على تارك المحجة (وهو شرح عقيدة الإمام الحافظ محمد بن طاهر المقدسي)

تصانيف

41 - ولا أرتضي في الدين قول مجادل ... بما زخرفوه من فصول لها كدر

قال الله تعالى: {وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب}.

وقال تعالى: {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا} إلى قوله: {وجعلنا لمهلكهم موعدا}.

وقال تعالى: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}.

وقال: {إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير}.

وقال تعالى: {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد}.

بيان ذلك من الأثر:

أخبرنا أبو علي التتري بالبصرة، #583# الإسناد إلى القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {هو الذين أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب} إلى: {أولوا الألباب}، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله عز وجل، فاحذروهم)).

أخرجه البخاري.

أخبرنا أبو الفضل عبد الواحد التميمي، الإسناد إلى أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أتوا جدلا))، ثم قرأ: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون}.

أخبرنا علي بن أحمد البندار، الإسناد إلى عبد الله بن عمرو قال: هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج إلينا يعرف في وجهه الغضب، فقال: ((ألا إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب)).

أخبرنا القاضي أبو منصور، الإسناد إلى الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد يقول: ((إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه فقد تمت خسارته)).

صفحة ٥٨١