الحجة على تارك المحجة (وهو شرح عقيدة الإمام الحافظ محمد بن طاهر المقدسي)

ابن طاهر القيسراني ت. 507 هجري
45

الحجة على تارك المحجة (وهو شرح عقيدة الإمام الحافظ محمد بن طاهر المقدسي)

تصانيف

36 - وأثبته بالقول والعمل الذي ... هما سببان للنجاة من الغرر

أخبرنا أبو محمد عبد الله الخطيب، #564# الإسناد إلى أبي جمرة قال: ((كنت أقعد مع ابن عباس، وكان يجلسني معه على سريره، فقالت لي امرأة: سله عن نبيذ الجر. قال: وكانت علي يمين أن لا أسأله عن نبيذ الجر، فسألوه عن ذلك فنهاهم، فقلت: يا أبا عباس! إني أنتبذ في جرة لي خضراء فأشرب نبيذا حلوا يتقرقر منه بطني. قال: لا تشربه وإن كان أحلى من العسل. قال: فقلت: إن وفد عبد قيس يشربون نبيذا شديدا.

قال: اكسره بالماء إذا خشيت شدته، ثم قال: إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من القوم؟ -أو من الوفد؟ -))، قالوا: ربيعة، قال: ((من كبار القوم غير خزايا ولا ندامى)). قالوا: يا رسول الله! إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام، وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا، وندخل به الجنة. قال: وسألوه عن الأشربة، فأمرهم بأربعة، ونهاهم عن أربعة، أمرهم بالإيمان بالله وحده. قال: ((تدرون ما الإيمان بالله وحده؟)). قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت، وأن تعطوا من المغنم الخمس)). ونهاهم عن أربعة: عن الدباء، والحنتم، والنقير، والمزفت.

وقال: ((احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم)).

أخرجه البخاري، ورواه أبو داود في ((سننه)).

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد، الإسناد إلى سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإيمان أفضل؟ قال: ((إيمان بالله تعالى))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((ثم الجهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور)).

آخر الجزء الثالث وأول الجزء الرابع، والحمد لله.

صفحة ٥٦١