الحجة على تارك المحجة (وهو شرح عقيدة الإمام الحافظ محمد بن طاهر المقدسي)

ابن طاهر القيسراني ت. 507 هجري
25

الحجة على تارك المحجة (وهو شرح عقيدة الإمام الحافظ محمد بن طاهر المقدسي)

تصانيف

14 - ومتلو [و] مسموع بلفظ بكل ذا ... ندين ومكتوب خلاف الذي نفر

قال الله تعالى في قصة الجن: {فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا} لما سمعوا قراءة النبي صلى الله عليه وسلم.

بيان ذلك من الأثر:

أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسين الأديب، الإسناد إلى زيد بن أرطأة، عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تقرب العبد إلى [الله] بمثل ما خرج منه)) -يعني القرآن-.

وقد روى هذا المعنى جماعة من الصحابة أسندوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم:

ابن عباس، وأنس بن مالك.

وأما القول في ألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه نعلمه عن صحابي مضى، ولا تابعي قفا، إلا [عمن في] قوله العناء والشقاء.

أخبرنا الحسن بن أحمد الحافظ، الإسناد إلى أحمد بن حامد قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن وسئل عن اللفظ بالقرآن فقال: ((ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة، ومن قال: اللفظ بالقرآن مخلوق، فهو جهمي، ولا أرى فيه شيئا خيرا من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما ورد العباد إلى الله عز وجل بشيء أفضل من شيء #470# خرج منه))، وقول الجن حيث قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا}، أليس سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فمن قال: اللفظ مخلوق، فقد جعل القرآن مخلوقا)).

قال أبو محمد -وكان من أهل السنة قال-: قرأت على محمد بن إسماعيل البخاري سورة من القرآن فقلت له: هذا المسموع الذي وقع في أذنيك من قراءتي أيش هو؟ قال: ((هذا كلام الله غير مخلوق)).

صفحة ٤٦٦